بين الأذن الكبيرة واليد الصغيرة | عبدالله بن يحيى المعلمي

ترامب بأن يديه صغيرتان، فيرد ترامب قائلًا: إنه لم يشهد في حياته أحدًا يتعرق بغزارة مثل ماركو، فيرد روبيو قائلًا إنه إن تعرق من جبهته فلقد بلل ترامب في المناظرة التلفزيونية بنطاله!!
هكذا يدور الحوار بين المرشحين لرئاسة الدولة العظمى في العالم!! وهذه هي قضايا الأمة والعالم التي يناقشها هؤلاء المرشحون!! سئل السناتور الأمريكي جون مكين الذي خاض الانتخابات ضد الرئيس أوباما لماذا لم تلجأ إلى هذا الأسلوب أثناء حملتك الانتخابية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري ثم في انتخابات الرئاسة عام 2008 فقال إن هذا النوع من المهاترات ينتهك من حرمة المنصب الذي نسعى إليه فضلًا عن أنه أدنى من مستوى كرامتي الشخصية وأنا أفضل أن أخسر الانتخابات عن أن أخسر شيئًا من كرامتي، وسئل ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2012 سؤالًا مشابهًا فأجاب بمثل ما أجاب به مكين، أما روبيو فعندما سئل عما إذا كان يخجل أمام أولاده أو أسرته أو أنصاره مما يكيله لمنافسه من شتائم وعبارات فقال إنه لا يخجل من أحد إلا من عيسى، ويبدو أن روبيو واثق من أن سيدنا عيسى عليه السلام قد أعطاه إذنًا بالبذاءة وحاشى له أن يفعل.
لقد أطلق ترامب في الانتخابات الأمريكية العنان لمشاعر عديدة متضاربة منها مشاعر من أعجبوا باستقلاليته ونجاحه في مجال الأعمال وأسلوبه البسيط المباشر في مخاطبة الجماهير، ومنها مشاعر من شعروا بالاستهجان من أن يكون مثل هذا الشخص الذي أظهر ازدراءه لفئات عديدة من المجتمع وأظهر جهلًا فاضحًا بتفاصيل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مرشحًا رئيسًا لأعلى منصب في البلاد، وفي كل الأحوال تظل الانتخابات الأمريكية مسرحًا للديمقراطية بأحسن ملامحها وأسوأ مخرجاتها، واستمروا في المشاهدة فالقادم سيكون أكثر إثارة وتشويقًا وربما أيضًا أكثر مثارًا للسخرية والاستهجان.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain