الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

تسببت موجة العولمة والخصخصة والتجارة العالمية والشركات عابرة القارات في تغيير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية وعلى رأسها مفهوم السيادة (State sovereignty ) المعمول به

من بداية القرن السادس عشر الميلادي. غزو الفضاء وانتشار البث الاعلامي عن طريق الأقمار الصناعية يهدد بمحو الحدود المتعارف عليها بين الدول وأصبح مفهوم عالم القرية الكونية هوالسائد. والموجة الثالثة لثورة المعلومات أسست للعالم الافتراضي حتى أصبحت وسائل الاتصال الحديث مسيطرة على كل الوسائل السابقة ،وهذه سمة العصر بحق وحقيقة. ولا يخفى على العارفين أن مفاتيح تلك الوسائل بيد رواد صناع التقنية في الغرب ..والعالم العربي مستخدم بالإمكان حرمانه منها متى ما شاء سادة الإبداع والتفوق في الدول المنتجة لتلك التقنيات.
موجة الإرهاب التي برزت من بداية الألفية الثالثة كتحدٍّ صارخ للوضع القائم استخدمت كل الوسائل في تنقلاتها وتحويل الأموال وتنسيق عملياتها حتى أصبحت تشكل أزمة أمنية عالمية تداعت معظم دول العالم للتصدي لها. حق السيادة كان حكراً على الدولة الوطنية ولها أن تستخدم كل الوسائل للحفاظ عليه وحمايته من التدخلات الخارجية والتحديات الداخلية.. العوامل المشار اليها أعلاه دخل عليها مفهوم حقوق الإنسان وحق تقرير المصير وانبرت المنظمات غير الرسمية باستخدام تلك المفاهيم للضغط على الكيانات الرسمية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة الأقليات المضطهدة. في بعض الحالات هناك مبررات حقيقية وفي البعض الآخر استخدمت تلك المصطلحات لخدمة مصالح دول كبرى ذات نفوذ عالمي لمد هيمنتها وحماية مصالحها. القضية الفلسطينية مثل صارخ في وجه عدم العدالة الدولية كما أن النزاعات العنصرية ضد السود والأقليات لازالت موجودة لم تستطع المنظمات الحقوقية القضاء عليها. أغلاط التاريخ كثيرة منها فلسطين وكشمير والتركيبة اللبنانية المعقدة وتوزيع الأكراد بين ثلاث دول وعرب الاهواز تحت الهيمنة الإيرانية وآثار كل هذه الامثلة لم تبرأ جراحها ولهذا يوجد قضايا مزمنة لم تستطع الحضارة المعاصرة التغلب عليها برغم الثراء والتقدم في تطوير الأنظمة والإنجازات التقنية المذهلة ولكن الحرمان والاضطهاد يعيد القضايا الى حيث كانت قبل عشرات السنين وبدون حلول عادلة، بل انها تزداد سوءاً وتعقيداً.
بعد الحرب العالمية الثانية انبثقت حركات التحرر من الاستعمار وجيء بالدولة الوطنية/ القُطرية ومع تلك الولادة أتت الدكتاتورية الفردية التي استعارت الاضطهاد من الاستعمار وكيَّفته لتثبيت الثراء الشخصي... انحصرت التنمية في حدود مفاهيم ضيقة بعيداً عن العمل المؤسسي طويل المدى. ليبيا بعد أربعة عقود تغرق في فوضى حرب أهلية وكذلك سوريا واليمن والعراق ولبنان المختطف من عملاء ايران مهددٌ بانفلات أمني يعيد له مسرحية الحرب الاهلية في السبعينيات. أمثلة حية يندى لها الجبين. حدة الخلاف الطائفي تعمقت جذورها في المنطقة العربية وصعد التطرف ليضع الأمة العربية امام منعطف تاريخي خطير يهدد بكوارث أعمق من الذي حصل حتى اللحظة. ولازال الأمل الوحيد في وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وصمودها أمام المخاطر الخارجية يداً واحدة هي الضامن الرئيس للتغلب على التحديات واستمرار التنمية المستدامة. وهذا ما ينبغي أن نفهمه ونحافظ عليه من سيادة القانون وسيادة الدولة.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...