الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

محمد آل الشيخ

يجب أن نضع هذه (الحقيقة) مباشرة ودون مجاملة لأحد، في وجه كل من يبتزنا، بحكاية أن إسرائيل هي عدو العرب الأول، وإيران تدعمنا في هذه القضية.

ربما هذا صحيح بالنسبة لعرب الشمال وكذلك مصر لأن إسرائيل تهددها وتهدد أمنها واستقرارها؛ أما بالنسبة للمملكة ودول الخليج، فإيران وليست إسرائيل تأتي في مقدمة الأعداء والأخطار المحدقة بنا والتي تواجهنا، وتهددنا، متخذة من قضية فلسطين وتحريرها ذريعة، للنفاذ إلى العمق العربي، وتفتيت اللحمة العربية، وتجييرها لمصلحة مشروعها التوسعي.

نعم القضية الفلسطينية كانت هي قضية العرب الأولى تاريخياً، وتحرير القدس من نير الاحتلال الإسرائيلي، لا شك أنها كانت قضيتنا الأولى التي لا يعلو عليها في أهميتها أي قضية، أما الآن، وفي ظل الطموح الفارسي الذي تُعِد له حكومة إيران المتأسلمة كل عدتها، وتُسخر له كل قواها وإمكاناتها، فإن العدو الفارسي هنا يتقدم، ويجب أن يتقدم، على الخطر الإسرائيلي؛ فالكويتي - مثلا - حينما غزا الكويت صدام المقبور، واحتل أرضها، وصادر سيادتها، وضمها إلى العراق، فإن عدوه وعدونا نحن الخليجيين الأول ليست إسرائيل، إنما عراق صدام. بل لن أخجل من القول إن كل خليجي، وكويتي على وجه الخصوص، قدّم في سلم أولوياته تحرير فلسطين على تحرير الكويت آنذاك من براثن المحتل العراقي، هو خائن بامتياز.

هذا ما يجب أن يفهمه ويتفهمه اللبنانيون، وكذلك المصريون، وأيضا أصحاب الأرض المحتلة الفلسطينيون. ولا أعتقد أن خليجيا عاقلاً، سيجعل خطر العدو الصهيوني قبل العدو الفارسي، كما أن الفلسطينيين وهم أصحاب الأرض، واللبنانيين والسوريين المحتلة جزء من أرضهم من قبل اسرائيل، يتوقعون أننا مهما كانت الذرائع والأسباب، سنجاملهم، ونضع الخطر الإسرائيلي في سلم الأولويات قبل خطر العدو الفارسي، فهم واهمون، بل أقولها مباشرة : إن كل مواطن خليجي من دول الخليج (الخمس)، يضع الخطر الإسرائيلي في المقدمة، وقبل العدو الفارسي، لأسباب قومية، أو من منطلقات متأسلمة، فهو يضحي بوطنه، وأمنه، واستقراره، بل وربما بوجوده، لنصرة قضية جاره. وهذا بالمقاييس الوطنية خيانة مكتملة الأركان.

القضية بالنسبة لنا قضية وجود، لا تقبل المساومة، ولا التهاون، ولا التفريط؛ وهي قضية يتفق عليها الخليجيون سنة وشيعة؛ أعرف أن قلة من عوام الخليجيين الشيعة، يشدهم الانتماء المذهبي، ويقدمونه على الأنتماء الوطني؛ لهؤلاء أقول : الفرس لا يهمهم مذهبا، بل ولا عقيدة، قدر ما يجعلون من المذهب طعما لاصطيادكم، وتجنيدكم ضد وطنكم، كطابور خامس، فهاهم عرب الأهواز كمثال، وهم شيعة أثني عشرية، ورغم ذلك يعانون كل أنواع الاضطهاد والإقصاء، ويصادر الفرس هويتهم، ومعها حقوقهم الإنسانية، فمناطقهم هي الأقل تنمية، والأعلى فقرا وبطالة في حين أن منطقتهم هي أغنى مناطق إيران بالثروات الطبيعية، فلو أن قضيتهم قضية مذهب وعقيدة، لما حاربوا هويتهم الموروثة بغرض تذويبهم في الهوية الفارسية بالقوة، ولما منعوا لغتهم لغة القرآن التي يرفضونها ويرفضون أن يتحدثوا بها، فالهدف والغاية تسيد العرق الفارسي، وإقامة الامبراطورية الفارسية، وعاصمتها (بغداد)، كما صرح أحد الملالي الفرس في تصريح صحفي موثق بذلك.

أما حزب الله، فهو بالنسبة لنا، وفي معاييرنا، ليس إلا عميل للفرس ومخلب قط حقير لهم، يتزيا بزيهم، ويتعمد كوادر حزبه في مظاهراتهم ترديد صيحاتهم، ويلفظونها باللكنة الفارسية الأعجمية، ليثبتوا لأسيادهم أنهم لهم أطوع من العبد الرقيق لسيده؛ إنه العار والعمالة والخيانة عندما تتوشح وتتعمم بالسواد، ذرا للرماد في العيون.

إلى اللقاء.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...