الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

** ذكرت الكاتبة المعروفة أمل زاهد، في مقدمة مقالها على صفحات هذه الجريدة الغراء «الثلاثاء، 21 جمادى الأولى، أن «السؤال الأكثر إثارة لحيرة المجتمع السعودي، والذي فُجع بمقتل رجل الأمن

الشهيد بدر الرشيدي -رحمه الله رحمة الأبرار- بيد ستة من أقاربه، هو كيف استطاع هذا الفكر الإرهابي الهيمنة على عقول معتنقيه؟» ولعلها في الجزء الأخير من مقالها القيِّم دعت بصراحة إلى ما هو واجب ومطلوب، وهو «إطلاق عقال الأسئلة، وفتحها على كل الاحتمالات الممكنة».
* إننا اليوم مطالبون إلى العودة إلى ما يقرب من أربعين عامًا عندما استطاعت حركة جهيمان، ومَن آزرها شحن عقول صغار السن بالمفاهيم المغلوطة والمحرَّفة عن الإسلام وأحكامه ومقاصده، فهجر أولئك الشباب دورهم، وذويهم لأسباب وبواعث صوَّرها لهم دعاة الحركة بأنها موجبة لمواجهة آبائهم وأمهاتهم، مثل وجود التليفزيون في المنزل، والتدخين. وقد أخبرني أحد آباء أولئك الصبية الذين استخدمتهم الحركة وقودًا لها بأن ابنه قبل مغادرته لمنزلهم اعترض على بيع والده لبعض المقتنيات التي تحمل صورًا منقوشة على إطارها الخارجي، وكان ذلك آخر يوم رأى فيه ابنه الذي اختار أن يسير خلف أوامر مَن نصَّبوا أنفسهم للفتوى في دين الله بغير حق، وارتكبوا الجرم الأعظم بسفك الدماء في بيت الله الحرام، وكأنّه لم تمر عليهم آيات بر الوالدين في القرآن الكريم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب من صحابته الذين أسلموا، وبقي آباؤهم على الشرك بأن يبروهم، وكان في مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-.
** وتذكر مصادر السيرة النبوية المعتمدة بأنه بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق، أتاه عبدالله بن عبدالله بن أُبي بن سلول المنافق، وخاطب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسول الله إنّه بلغني أنك تريد قتل أبي، لما بلغك من قول عنك، فإن كنت فاعلاً فمُرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده منّي، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسه أن أنظر إلى قاتل أبي يمشي بين الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر، فأدخل النار، فأجابه المصطفى صلى الله عليه وسلم: بل نترفق به، ونحن صحبته ما بقي معنا.
ولنقارن بين سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع الأب المنافق، مراعاة للابن المسلم، وتأليفًا وتقرّبًا بالحسنى، وبين من يصورون لمريديهم بأن المجتمع يعيش جاهلية تفوق جاهلية كفار قريش، وأن الأمة قد كفرت حتّى وإن كانت تردد الشهادتين، وتلك جناية من جنايات ما عُرف بتيارات الإسلام السياسي، الذي أوجد له قاعدة قوية في مجتمعاتنا على مدى نصف قرن من الزمن، أو أكثر، ثم استيقظنا نشكو تفلُّت أولادنا من بين أيدينا، كما تتفلّت الدواب من أصحابها في الصحراء، فكان سفك الدماء، وقتل ذوي القربى، وتفجير دور العبادة، ونبش القبور، وتحطيم الآثار، وغير ذلك ممّا هو أبعد ما يكون عن روح الإسلام الحقيقية رأفة ورحمة وعطفًا بالإنسان والحيوان والجماد.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...