
المشكلة في هؤلاء... | إبراهيم محمد باداود
والثقافية، بل والمذهبية بين أطياف المجتمع، إلاّ أننا في نهاية المطاف نتّحد جميعًا ونقف صفًّا واحدًا ضد أيّ عدو يستهدف هذه الأرض المباركة.
بعض الأعداء يعتقد بأنه كفرد يُمكنه أن ينال من هذا الكيان ومن وحدته، فتجده يُجاهر بعداوته لهذا الوطن، ولا يترك منبرًا إعلاميًّا، أو قناة فضائية، إلاّ وأعلن من خلالها عن حقده وعداوته، مستغلاً وجود بعض الدعم من أعداء الداخل والخارج، ومنتهزًا فرصة وجود بعض اختلافات وجهات النظر الطبيعية بين بعض أطياف المجتمع، وأمثال هؤلاء ممَّن يعلن عن حقده وغيظه؛ تجد كثيرًا منهم لا مبادئ أو مواثيق لديهم، بل هم يسعون لتحقيق أهداف شخصية، سواء كانت مادية، أو من أجل الشهرة، أو من أجل إرضاء جهات أخرى معادية، فلا يعرفون معنىً للأخلاق، أو القيم، أو غيرها من المصطلحات، فتجدهم يسيرون في الطريق الذي يجدون فيه تحقيق مصالحهم الشخصية.
وعلى الرغم من اختلاف هويات هؤلاء وجنسياتهم، إلاّ أننا نجد مضمونهم واحدًا لا يتغير، وطريقتهم تعتمد في الأساس -وبشكلٍ مباشر- على استغلال الدِّين والطائفية، وهي أدوات أصبح جميع اللاعبين في الميدان -اليوم- يستخدمونها، كما أنّهم يسعون إلى إثارة الفتن والنعرات وغيرها من القضايا الخلافية المختلفة، والتي ماتت، ولكن أمثال هؤلاء يموتون مع الزمن، فمهما ذاع صيتهم، وارتفع صوتهم، واحتفت بهم وسائل الإعلام المعادية، فإن مصيرهم إلى زوال، وتأثيرهم يبقى محدودًا في إطار مَن حولهم، ومَن يُساندهم ويقف معهم.
المشكلة ليست في هؤلاء، فهم أعداء معروفون، ولكن المشكلة في الآخرين الذين لا تجد منهم إلاّ الابتسامة عند اللقاء، والتصاريح المُحايدة عند الأزمات، والاختفاء عند المحن، بل إن بعض هؤلاء لا يكتفي بالهروب عند الحاجة إليه، بل إنه أحيانًا يلجأ إلى موقف مضاد ومعادٍ في الوقت الذي كنتَ تتوقع منه أنه سيقف معك، وسيساندك في محنتك، وأمثال هؤلاء يجب أن نعمل على اكتشافهم مبكرًا في مجتمعنا، وأن لا ننخدع بهم، فمهما أكرمناهم وأغدقنا عليهم وعلى أسرهم؛ فإنهم يمكن أن ينقلبوا ضد الوطن في أي لحظة، ولا يعترفوا بأيّ ودٍّ، أو وفاءٍ، أو كرمٍ.
الوطن أكبر بكثير من أن يعمل حساب لمعاداة فرد، أو مجموعة أفراد، ولكنه في الوقت نفسه يجب أن يكشف الغطاء عن كل مخادع، ومتملِّق، ومنافق، يسعى نحو مصالحه، ويمكن أن يعضّ اليدَ الذي امتدّت له في أيِّ لحظة.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (123) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...