
الشعار وحده لا يُحدِث تغييرًا | عبدالله فراج الشريف
القدامى، ثُمَّ دول استعمار جديد تتحكَّم في شؤون العالم كله، ظنّوا أنهم حينما يفعلون ذلك سيتحقَّق لهم ما يُريدون ماداموا أنهم -في نظرهم- على حق، بغض النظر عن توافر عوامل التغيير الأخرى، هم في الحقيقة واهمون. فكيف تسعى في مجتمعاتٍ كل ما فيها ضد الديمقراطية بمفهومها الغربي، أن تحقيقها سيحدث، لمجرد أنك رفعت شعارًا يُطالِب بها، مجتمعاتٍ تُقدِّس الاختلافات، وتُلبسها في ذات الوقت أردية دينية، وينادي أفرادها بشعارات يمنحها شيئًا من القداسة، ويروا في التخلي عنها تخلِ عن الدين ذاته، وكيف تدعو إلى عدلٍ ومساواة في مجتمعات الفوارق فيها أصبحت جزءًا أصيلًا من تركيبتها الاجتماعية، ثم كيف تنادي بمساواةٍ وعدل وعيش كريم، في مجتمعاتٍ لا تملك من وسائل ذلك شيئًا يذكر، الناس فيها يرون أن الفوارق بينهم شيء طبيعي تفرضه التقاليد والعادات، وقبل ذلك الدين، ثم إن الحقوق التي لا تتحقق إلا عبر أن تجد الدول المال الكافي لتحقيقه، لن تتحقق مهما رُفعت لها الشعارات، والدول تفتقر إليه.
إن العوامل التي ستحقق للناس مطالبهم في العيش الكريم؛ كان في جل دول ما أسموه الربيع العربي، لا يتحقق إلا بعد زمنٍ طويل، وكد، للحصول عليها بعملٍ جاد تتوفر له البيئة، التي تجعل الناس يعملون ليل نهار ليلتحقوا بدول العالم التي قدّست العمل، واستطاعت التغلب حتى على ندرة الموارد، وجل هذه الشعوب التي حدثت فيها الثورات التي سُمِّيت بالربيع العربي لا تتوفر فيها هذه العوامل، التي تجعل العمل مقدسًا، بل زرعت فيها ألوانًا من الرغبات الجامحة إلى كسلٍ دائم لدى الناس، وتتطلع إلى أن تُحقِّق لهم دولهم كل شيء، فلم يحدث فيها التغيير المرتجى، ولو أن من أرادوا التغيير دعوا في البداية إلى توفير العوامل التي تنهض بأفكار الناس، نحو توافر عوامل مهيئة لحدوث التغيير، قبل محاولته بالقوة التي باءت إلى الفشل، بل وأدّت إلى نشر فوضى ما استفاد منها سوى مَن خطَّطوا لحدوث انهيارات في مجتمعات تلك الدول، والتي تُعاني منها اليوم جل تلك الدول، ولعلَّهم يفطنون إلى ذلك، قبل أن يزحف الخراب إلى دولٍ أخرى، وهو ما نرجو، والله ولي التوفيق.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (15) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...