الطنطنة والإنجاز!! | عبد العزيز حسين الصويغ

نفق لتصريف مياه الأمطار وهيكل الطرق في كوالالمبور عاصمة ماليزيا، تم إقامته تحت المدينة، وهو مكون من طبقتين بطول 9.7 كم (6.0 ميل)، استغرقت إقامته أربع سنوات وكلف نصف مليار دولار وأصبح واحدًا من المشروعات العملاقة وتحفة هندسية تفخر بها دولة ماليزيا الإسلامية.
***
ابتدأ بناء النفق الذكي في عام 2003 وانتهى عام 2007، وله ثلاثة استخدامات:
الأول: في الحالة الطبيعية حيث يستخدم النفق بطابقيه لمرور السيارات والناقلات.
الثاني: حين تضرب المدينة عاصفة معتدلة، تكون حينها طرق المرور في النفق مفتوحة للسيارات وتمر مياه الأمطار من تحت المركبات بشكل طبيعي.
أما في الحالة الثالثة: وهي الحالة الحرجة حيث يكون الفيضان والعواصف شديدة فإن النفق باتجاهاته وارتفاعاته المتعددة يتم إخلاؤه تمامًا من السيارات خلال 45 دقيقة، ويتم تخصيصه فقط لمرور مياه الأمطار التي تتجمع عبر منافذ موصولة من أماكن مختلفة في المدينة.. وعلى أطراف النفق خزانات تجميع حيث يفرغ فيها النفق المياه ليتم استخدامها في أغراض أخرى.
***
لقد اندهشت للمشروع الجبار، وللعقلية التي تقف وراءه والتي لا هدف لها سوى تسخير جهدها وطاقاتها لخدمة الوطن، فرغم التقنية الجبارة التي استعملت في اختراق العاصمة الماليزية، فالأهم كان في رأيي هو تضافر الأمانة والإخلاص لهزيمة ظاهرة طبيعية كانت تهدد المدينة.. فهنيئًا لماليزيا بإنجازاتها ولا عزاء للمطنطنين!!
*نافذة:
(لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل).
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain