الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

عِندَ العُقلَاءِ؛ يُعتَبَرُ الفَشَلُ مَحطََّةً مِن مَحطَّاتِ الوصُولِ إلَى النَّجَاح.. إنَّه يُشبه تَمامًا ذَلك الطّفل؛ الذي يَتعلَّم المَشي.
في المَرَّةِ الأُولَى يَمشي، ثُمَّ يَقَع، وفي المَرَّةِ الثَّانية يَمشي ثُمَّ

يَقَع، وهَكَذا خُطوَة وَرَاء خُطوَة، حَتَّى تَنطلق قَدمَاه مَشيًا ورَكْضًا، ليُصبح لَاعبًا في نَادي الاتّحاد..!
إنَّ أَوّل مَرحلَة مِن مَرَاحِل الوصُول إلَى النَّجَاح، هي الثِّقَة بالنَّفس، وهَذه الثِّقة عُنصر مُهم؛ في عَالَم المُحَاولات والتَّجريب، إذْ لَابدَّ أَنْ تَثِق بنَفسك، وتُؤمن بقُدرَاتِك، إذَا حَاوَلتَ الوصُول إلَى شَيءٍ. فالثِّقَة بالنَّفس تَتحقَّق حِين يُجهّز الإنسَان نَفسه -فِكريًّا ونَفسيًّا وأدوَاتيًّا- لتَنفيذ المُهمَّة التي هو بصَدَدِهَا، بمَعنَى أنَّه يَفعل كُلّ مَا يَجب عَليه فِعله، ويَنتَظر التَّوفيق مِن الله جَلَّ وعَزَّ..!
هَذا كُلّه يَجعلنا نَطرح السُّؤال التَّالِي: مَا مَصدر ضَعف الثِّقَة بالنَّفس؟ لَن أُطيل في الجوَاب، بَل أَتركه لأُستَاذي الذي دَرَّسني في الجَامِعَة، البروفيسور «عبدالكريم بكّار»، حَيثُ يَقول في كِتَابه «تَكوين المُفكِّر»: (ومَصدر ضَعف الثِّقَة بالنَّفس، قَد يَكون التَّجارُب الفَاشِلَة؛ التي خَاضهَا الإنسَان في حيَاتهِ، فالذي خَسِر عَشر صَفقَات تُجَاريَّة، والذي حَاول أن ينظم قَصيدة، أو يَكتب كِتَابًا، أو يُصلح بَين زَوجين، وكَانت عَاقِبَة كُلّ مُحَاولة أسوَأ مِن الأُخرَى.. هَؤلاء وأشبَاههم كَثيرًا مَا يَنتهون إلَى انطبَاعٍ وَاحِد: «أنَا غَبي، أنَا فَاشِل، أنَا لَا أَصلُح لأيّ شَيء، أنَا غَير مَحظوظ، لَو عَثَرتُ عَلى وَظيفَة آمِنَة؛ لكَان خَيرًا لِي مِن الأعمَال الحُرَّة»، وقَليلون أُولئك الذين يَبحثون في أسبَاب إخفَاقهم، ويَعتقدون أنَّ الإخفَاق -في مَجالٍ مِن المَجَالَات- لَا يَعني نهَاية العَالَم، وأنَّ عَليهم تَجريب شَيء جَديد، أو بَذل الجُهد في مَجالٍ آخَر، عَلى حَدِّ قَول الشَّاعِر:
إذَا لَم تَستَطع شَيئًا، فدَعه
وجَاوزه إلَى مَا تَستَطيع..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي التَّأكيد عَلى أنَّه؛ إذَا أَردتُم النَّجَاح؛ فاعتَبروا أنَّ الفَشَل مَحطَّة مِن مَحطَّات الوصُول إلَى التَّفوُّق، ولَن يَكون الفَشَل مُفيدًا، إلاَّ إذَا حَلّلناه ودَرسنَا أسبَابه، وتَجنَّبنَا الطُّرق المُؤدّية إليهِ في المُحَاولات السَّابِقَة..!!

تويتر: Arfaj1

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...