الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

زار صديقٌ -قريبٌ إلى نفسي- بلادنا مؤخَّرًا للمرَّةِ الأولى، وقد استنكر إسرافنا في حفلاتنا، وتكريم ضيوفنا، ولعلاقتنا الوطيدة تابع حديثه معي مُركِّزاً على حوادث المرور في مجتمعنا، التي احتلت المركز

الثاني عربيًّا والثالث والعشرين عالميًّا. أمَّا معدَّل وفيَّات تلك الحوادث المرورية، فقد سجلَّت المملكة خلَال عام 2015 وفاة 7761 شخصًا من جرَّاء الحوادث؛ أي بمعدَّل 27.4 حالة لكلِّ 100 ألف نسمةً، وفقا لما وَرَدَ في التقرير السنوي الصادر عن منظَّمة الصحَّة العالميَّة لعام 2015م.
يقول: إنَّ هذه الإحصائيَّة المرعبة في بلد مهد الإسلام، الداعي إلى السلام، والحريص على حياة الإنسان، صدمته وآلمته. وقال: إن حوادث المرور لا تأتي على حياة ضحاياها من البشر فقط، بل تكون كذلك السيَّارات التي يبذل صانعوها الكثير من الجهد لتُنافس مثيلاتها أناقةً وأمنًا، وبالتالي رواجًا وإقبالًا.. ويبذل مالكوها الكثير من المال لاقتنائها، وقد تأثَّر كثيراً حينما شاهد حطام السيَّارات وقد آل مصيرها إلى «مقابر المركبات» العديدة حول مدينة جدة، بعد أن أتى عليها شبح الموت وعلى من كان داخلها!
في تقديره أنَّ ثقافة قيادة السيَّارات ما تزال يفتقدها كثيرٌ من شبابنا، ويعزو ذلك ربَّما لسهولة الحصول على رخصة قيادة المركبات من جهة، ولعدم وجود العقوبات الرادعة لمَن ينتهكون حرمة قانون السير من جهة ثانية. ويتساءل عن وجود رقابة فعلية على عُمر السائق، أو إتمامه دورة التأهيل للقيادة، أو ربَّما العمالة المستوردة لقيادة السيَّارات، وغالبيتهم حديثو عهد في البلد الذي يعملون فيه، ويجهلون مداخل طُرقه ومخارجها، وقد يكونون من الجالسين على كرسي القيادة للمرَّة الأولى في حياتهم!
وباستفسارٍ خجول، تساءل عن حقيقة ما يتردَّد من أنَ هديَّة الطالب من أسرة ميسورة عند إتمامه المرحلة الثانويَّة من التعليم، تكون سيَّارة ليزهو بقيادتها أمام أقرانه ولم يتجاوز الثامنة عشر من العمر! وفي جولة مغامرة ودون تحكُّمٍ في القيادة ينطلق بسرعة قصوى غالبًا ما تنقلب به فيلقى حتفه مع مَن بصحبته. ومن ينجو من الموت في المركبة ويصاب في الحادث يُمسي عالة على أهله ومجتمعه.
وأضاف بأنَّ الحضارة وخبرات الآخرين لم تَعُد حكرًا، ويمكن اكتساب خبرة اليابانيِّين في تأهيل قيادة المركبات عن طريق تشييد مدارس كتلك التي تأَهلتُ أنا فيها في طوكيو عام 1963. وفيها يتدرَّب الطالب في مدرسة على شكل صورة مصغَّرة لوسط المدينة ساعة الذروة، وبداخلها الكباري والأنفاق والطرق على تعدُّد أشكالها، يُشرف عليها مدرِّب بيده بطاقة تتكوَّن من أربعة وعشرين مربَّعًا، يمهر كلَّ مربَّع بختمٍ بعد تأكُّده من استيعاب الطالب الدرس، وهكذا حتَّى يتمَّ ختم المربَّعات كافَّة ليسمح للمتدرب قيادة السيَّارة رسميًّا.
في ختام حديثنا تمنَّى أن يكتب الله السلامة لكلِّ من يقود مركبة ومن فيها من الركاب.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (127) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...