الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

الكتاب انعكاس للحضارة، لا شك في ذلك ولا ريب، وعندما يقوم الغزاة بحرق الكتب في أي بلد يُغيرون عليه إنما يقومون بذلك رغبة منهم في طمس حضارة تلك الأمة وتغييبها عن المستقبل، وكأن أحداً لم يمر من هنا، وإن مر لم يترك أثراً.

أوصد معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه، لكنه ترك أثراً في ذهن كل من ارتاده، فالذين اصطفوا أمام دور النشر، يرمقون العناوين فوق الأرفف التي ازدحمت بالكتب، لم يخرجوا كلهم مقتنعين بما عُرض، وهذه برأينا علامة صحية في كل الأحوال تدل على ارتفاع الذائقة لدى القراء، وحافز على إثراء المعرفة، وحث لناشر على رفع سقف ما يتناوله وما يطرحه في كتابه.

يمتد أثر الكتاب ليتعدى من يقرأه ومن يقتنيه ويدخله بيته، إنها عدوى حميدة تصيب من يخالط الكتاب والقارئين على حد سواء، ولتلك العدوى علامات لا تلبث إلا أن تظهر على من اكتسبها، فالوعي والمنطق والرزانة والرصانة والنقد الموضوعي والتفكر كلها أو بعضها قد تعتري القارئ، والأهم من ذلك انعكاسها على المجتمع بكل تفاصيله.

لا يجب أن تكون القراءة لحظة عابرة أو أياماً معدودة، يجب أن تكون طقساً يومياً نجد أنفسنا ملزمين بممارسته وتلقينه لمن هم تحت أيدينا، إنها حصن وحصانة.. لا يجب أن نخشى الكتاب؛ بل علينا أن نخاف الجهل ونغلق أمامه الأبواب، ولا يجب أن نخشى التفكير، بل علينا أن نحض عليه من نراه قد انصرف إلى التلقين، وإن رأيتم من يحثكم على التلقين فانصرفوا عنه، فقد أراد بكم جهلاً.

إن الاهتمام بالقراءة وإطلاق مشروعات المعرفة هي ما يضمن استدامة النهضة والحضارة، ولنتأمل الشعوب التي تركت إرثاً معرفياً خلفها كيف خلّدها التاريخ والجغرافيا، ومن باب أولى أن نعلم بأن غالبية المسلمين والعرب لم يكونوا ينظرون إلى المعارف باعتبارها أمراً يجب الارتياب منه؛ بل على العكس، فقد أسهمت حضارتنا الإسلامية في توطيد العلم ونقله واحتضانه، ولولا تلك الممارسات لما رأينا حجم التقدير الذي يُكيله الأضداد لحضارتنا وإسهاماتها البشرية.

من هذا المنطلق فإننا لا ريب مدعوون إلى تنويع ممارساتنا وأنشطتنا المعرفية والثقافية، وألا تقتصر على الكتاب وما يدور في فلكه، بل أن نخرج من هذه المجرّة إلى أشكال ثقافية أخرى، لنخلق احتفائية تكون رديفة لمعرض الكتاب، وتصب في خانة إيجابياته، كإقامة المعارض التشكيلية أو إطلاق مسرح يهذب ما تعتريه أنفسنا وعقولنا من آثار ما يحيط بنا من تلوث أو سخم نشأ بفعل مقتضيات وظروف عصرنا ومنطقتنا، وبذلك نسهم في إعمار عقولنا قبل إعمالها.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...