الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

تحدثنا في مناسبات كثيرة عن ظاهرة جماهيرية معارض الكتاب عندنا، وعن مدى الإنفاق المالي الكبير فيها. وكم تابعنا تحليلات كثيرة لهذه الظاهرة ودوافعها. ولا شك أنه من المثير معرفة أسبابها،

في ضوء ما هو شائع بل ومسلّم به، بأننا في المجمل شعبٌ لا يقرأ ولا يُحب القراءة. وهنا أستثني الأفراد المولعين بالقراءة وهم نسبة ضئيلة في حشد كبير من المواطنين السعوديين.
ومن محاولات الفهم لهذه الظاهرة ما نُشر مؤخرًا في ملحق الأربعاء الثقافي بهذه الصحيفة في زاوية «قضية» وكان عنوانها: (مثقفون وأدباء: معارض الكتاب حوّلت الثقافة إلى سياحة). وقد وردت تحليلات أو تفسيرات، غير مستندة إلى إحصائيات، بأن ما نُشاهده في هذه المعارض من أعداد كبيرة للزائرين أو ما يُنفق فيها من مبالغ ضخمة كان سببه الأساس أن تلك المعارض أصبحت فعاليات أو نشاطات سياحية وترفيهية لكافة أفراد الأسرة، في مختلف مستويات المجتمع.
إن كانت كذلك، فمعناه أن الحضور الكبير والإنفاق الاستثنائي في معارض الكتاب في بلادنا، إنما هو ظاهرة استهلاكية بكل جدارة. وبهذا يمكن تفسير الحضور والشراء المكثف فيها لشعب عُرف عنه منذ أمدٍ بعيد بأنه لا يقرأ! وكمثال: فإن ذلك يحدث عادة في المجتمعات الاستهلاكية عندما يدخل الفرد منها إلى (سوبرماركت) فيملأ عربته بالقليل مما يحتاجه وبالكثير مما لا يحتاجه!
ولكن ما آلمني حقًا في زاوية «قضية» بملحق الأربعاء، هو أن أحد المشاركين من ذوي المستوى الوظيفي العالي قال في آخر كلامه بالحرف الواحد: «إن كثيرًا من المثقفين والكُتَّاب لا يخرجون من (جحورهم) إلا عشرة أيام في العام، وهي عشرة أيام الكتاب». وهنا أود أن أسأله: هل هم من القوارض حتى يختبؤا في الجحور؟ ولربما أن هذا الرأي يُعبّر عن رأي عدد من أفراد مجتمعنا في مثقفينا. فإن كان مثقفونا كذلك، فلماذا نسعى لنحصل على نتاجهم الثقافي؟ أما إن كانت زلّة لسان منه، فإن علماء النفس يقولون: إن زلات اللسان تُعبِّر عن الرأي والمكنون الحقيقي للشخص في المسألة التي يُعبّر عنها.
لو أخذنا في الاعتبار هذا التعبير أو الرأي غير الموفّق في مُثقّفينا وكُتّابنا بالإضافة إلى الميول الاستهلاكية لغالبية الشعب السعودي، فلا شك أننا سوف نصل إلى نتيجة لا تسعد الذين يسعون لرقي المواطن وتنمية الوطن.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...