الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

عندما طرحنا مصطلح المراجعة السياسية لم نكن نقصد به ترفا فكريا أو مجرد استهلاك مرحلي، ولكن ما قصدناه أن نعاود التفكير والتأمل في مواقفنا السابقة بعيدا عن المجادلة السياسية، وفقا لفقه

الواقعين السياسي والاجتماعي اللذين يحيطان بنا.

وعليه، فالسياسيون (شعبيون وتنفيذيون) مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبعيدا عن المكابرة، وبضمائر حية ومن أجل المصلحة العامة، أن يعيدوا التفكير في خطهم السياسي، والخط السياسي هنا لا نقصد به الأيديولوجية المنهجية للتنظيم أو للسياسيين غير المنتمين إلى تيارات، ولكن ما نقصده الأساليب التي فضّل كل طرف اتخاذها للوصول إلى غايته السياسية.

لقد فرضت قوانين اللعبة السياسية على الجميع في وقتنا الحالي، وبعد سنوات قليلة من الحراك الشبابي، واقعا مغايرا عن السابق. فقد أصبحت مطالب السقف العالي المرتفع إحدى علامات الماضي، وانتهى معها أيضا أسلوب خلط الأوراق الذي كان يمارس من قبل بعض السياسيين، أو الحكومة نفسها في أحيان كثيرة.

لذلك أصبحت المحددات والمطالب، وما يمكن الوصول إليه، واضحة لجميع أطراف اللعبة – بمن فيهم القواعد الانتخابية – القادرون على تصنيف السياسيين الساعين الى الترشح إن كان هدفهم الكراسي، أو التأجيج الطائفي والقبلي، أو خدمة متنفذين، أو لخدمة المسار السياسي.. الخ.

وإن كان النظام الانتخابي هو عصب اللعبة السياسية في البلاد، فعلى من قاطع الانتخابات الأخيرة والتي قبلها أن يراجع مواقفه وفقا لمبادئ الربح والخسارة، وليس هناك حرج في أن يقوم البعض، وبشجاعة، بمراجعاته السياسية في عالم سريع التغيير في ضوء أحداث إقليمية ودولية أكثر سرعة وتحركا، يجبر هذه الجهة أو هذا الفصيل على إعادة التفكير والتراجع عن مواقفه السابقة، وليس فقط مجرد أفراد سياسيين.

وإن كانت المسؤولية الكبرى تقع على من اتخذ قرار المقاطعة، فهناك مسؤولية وطنية ومجتمعية تقع على كاهل الحكومة، فهي وفقا لما تمتلكه من أدوات دستورية، بجانب طبيعة الوضع السياسي الحالي، قادرة على تمرير أي مشروع أو اقتراح يتعلق بالمجرى السياسي.

لذلك، ووفقا لكونها حكومة الشعب بمختلف مشاربه وتوجهاته، ندعوها في ما تبقى من عمر المجلس الحالي، وهي في موقفها القوي، الى أن تسارع إلى إعطاء فرصة للآخرين لمراجعة أنفسهم سياسيا، وإعطاء إشارات لهم بقدرتها على الوصول إلى أرضية مشتركة في كل الملفات العالقة، وعلى رأسها النظام الانتخابي، في حال تحركهم بشكل إيجابي وفق الشروط الأساسية المتمثلة في احترامهم للدستور، والمؤسسات الشرعية.

وحسنا فعلت اللجنة التشريعية عندما أحدثت رواجا في الشارع السياسي، وناقشت المقترحات بقوانين المتعلقة بالنظام الانتخابي، ووافقت على أحدها (خمس دوائر وصوتين).

فطرح تلك المقترحات وغيرها، سيكون المدخل إلى أرضية الحدّ الأدنى للتوافق بين كل القوى، ومن ثم إعادة ترتيب أفكارها من جديد.

بـ قلم
فوزية أبل – القبس

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...