الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

مقولة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل، بأنه «في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، ولكن يوجد مصالح دائمة»، هي فعلاً مقولة صحيحة ومتبعة في السياسة والعلاقات الدولية.

تذكرت هذه المقولة عندما اطلعت على حوار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مجلة أتلانتيك، والذي اتهم فيه السعودية بنشر التطرف في العالم، وبرأ تقريباً إيران من ذلك.!!، والمضحك في تبرئة أوباما لإيران من التطرف والإرهاب، أنه جاء مع إصدار محكمة أمريكية في نيويورك، وليس محكمة في دولة أخرى، حكمها بإدانة إيران بمسؤوليتها عن هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وتعويض أسر ضحايا الهجمات بمبلغ قدره (١٠،٥) مليار دولار أمريكي، وذلك بعد أن عجزت عن إثبات براءتها في مساعدة الإرهابيين بالقيام بتلك العملية الإرهابية.
كأن الرئيس الأمريكي الآن لا يرى التاريخ الأسود لإيران مع الإرهاب، خصوصاً مع أمريكا ذاتها، والذي بدأ منذ الثورة الإيرانية واسقاط حكم الشاه في عام ١٩٧٩م، حيث قامت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران باقتحام السفارة الأمريكية أو سفارة «الشيطان الأكبر»، كما سموها، دعماً للثورة الإيرانية واحتجزوا عدداً من الأمريكان لمدة (٤٤٤) يوماً، لتصدر إيران ثورتها، وفقاً لدستورها، وتقوم بدعم الجماعات الإرهابية والإرهاب في شتى البقاع، واستهدفت مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان، على مدار السنوات التي تلت الثورة، سواء كانت عن طريقها مباشرة أو عن طريق عملائها من حزب الله وغيره من الميلشيات والجماعات الإرهابية، حيث استهدفت، من ضمن العديد من العمليات الإرهابية، ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان عام ١٩٨٣م، وغيرها من العمليات التخريبية الأخرى بعد ذلك.
ليس هذا فحسب، بل إن إيران قامت بدعم الجماعات المسلحة وتدريبها في العراق، وذلك بعد الغزو الأمريكي له عام 2003م، لغرض إنهاك القوات الأمريكية من خلال خوض حرب استنزاف، وذلك لإذلال الولايات المتحدة في العراق وإجبارها على الخروج من المنطقة مهزومة، وذلك وفقاً لتقرير صادر من معهد واشنطن للدراسات. ناهيك عن برنامج إيران النووي لتهديد جيرانها، وتدخلاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لمد نفوذها وزعزعة أمن المنطقة.
كل ذلك الإرهاب الإيراني تغافل عنه الرئيس الأمريكي من أجل المصالح الجديدة مع إيران، وهاجم حلفاء أمريكا في دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي ربطتها صداقة مع أمريكا منذ (70) عاماً، منذ اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت في 14 فبراير 1945 على متن سفينة حربية أمريكية في قناة السويس. ولكننا عندما نرى هذا الانحياز الأمريكي الآن لإيران، من أجل مصالحها، ونكران ومهاجمة حليف قديم كالسعودية، فذلك دائماً يجب أن يذكرنا بمقولة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل في العلاقات الدولية، وعدم دوام الأمور على حالها!.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...