الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

وقع ما كانت تخشاه بلجيكا.. مرة أخرى يضرب الإرهاب أوروبا في وضح النهار بعد أن استهدف باريس ليل الثالث عشر من نوفمبر الماضي، مخلفاً وراءه 137 قتيلاً في أشرس هجوم مسلح يطال العاصمة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد أن توصّل الأمن الفرنسي إلى حقيقة أن من يقف وراء تلك الهجمات الدامية متطرفون قدموا من حي "مولينبيك" في بلجيكا - المكتظ بالمهاجرين والعاطلين عن العمل - بدا أن العاصمة "بروكسل" تستعد لخوض حرب حقيقية، فالجنود والعربات العسكرية نزلت للشوارع منذ منتصف نوفمبر الماضي، حتى احتفالات رأس السنة الميلادية أُلغيت لدواعٍ أمنية، واستمر البحث عن المتورطين في الهجمات الباريسية حتى تم القبض على أحد أهم المطلوبين قبل ثلاثة أيام وهو صلاح عبدالسلام، لتقع أمس هجمات راح ضحيتها حتى الآن 34 قتيلاً.

يكشف مسار الأحداث وحتى وقوع الهجمات أن التعامل مع الإرهاب، بالرغم من الاحتياطات العسكرية المشددة لا يمكن أن يفي بالغرض في كل الأحوال، فمحاربة الإرهاب تقتضي طرحه والقضاء عليه وردم حفرة النار المشتعلة في سورية التي جذبت الإرهابيين وأعادتهم من حيث أتوا، ونخشى أن ما يجري في أوروبا وعدد من العواصم العربية ليس سوى رأس جبل الجليد الذي يخفي أكثر مما يظهر.

ومن هذا المنطلق فإن محاربة الإرهاب لا تقتضي ملاحقة الإرهابيين في سورية والعراق فحسب حيث يتواجدون؛ بل البحث عمّن يؤمّن تواجدهم على حدوده، ومن يذكي نار الطائفية ويدعم الميليشيات الإرهابية التي لا تكف عن تأجيج الأحقاد بين المكونات وتدفع السوريين والعراقيين على حد سواء انتهاج السلوكيات المتطرفة بعد أن تم تدمير دولهم وإفشالها، كما جرى ويجري اليوم في العراق وسورية التي تسيطر عليها عملياً أجندة طهران التي ثبت تعاونها مع تنظيم "القاعدة" بناء على وثائق أميركية أُفرج عنها مؤخراً، وتصرح بتبني أنشطة تنظيم "حزب الله" الإرهابي، ودون مواجهة هذا العبث ستواجه المنطقة سيناريوهات صعبة، وعمليات إرهابية متوالية ومتلاحقة، كما حدث قبل أيام في اسطنبول وبعدها في بروكسل.

في ذات الوقت من الضروري أن تقف اليوم أوروبا بشكل عقلاني ومنطقي للتعامل مع الإرهاب الذي يضرب بشكل أعمى دون تحديد ضحية معينة، وأن يسود السلام والمنطق المجتمعات الأوروبية، وألا تسهم تلك العمليات في توفير بيئة متطرفة أوروبية تستغلها بعض الأحزاب اليمينية التي قد يساهم وصولها إلى مواقع القوى في أوروبا زيادة التوترات والاضطرابات؛ خصوصاً مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا ممّن شردهم الإرهاب في أوطانهم.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...