رعد الشمال ووحدة الهدف - سعد الحميدين
رعد الشمال المناورات الكبرى في منطقة الخليج العربي، والتي اكتملت بمشاركة بعض الدول الإسلامية التي يجمعها هدف مساندة الدول ذات الهدف السامي في محاربة العبث وفرد العضلات من قبل من يرى أنه يستطيع أن يدس أنفه في كل حركة أو قضية، ويقوم بما يستفز به الجيران من أعمال ادنى ما يقال إنها مُمَوِّنَة للإرهاب عدة وعتاداً، فهي من يأوي إليها من يرى فيها توجها لخدمتها في العبث بأمن بلاده، وهذا ما تمثله الثورة الخمينية التي ما برحت منذ ثلاثين عاما وهي تعمل على البحث عن مثل هذه العناصر الهدامة، فتستعرض قوتها بالصناعات الحربية، وتقيم المناورات وما بين وقت وآخر تعلن أنها تعمل من أجل الإسلام والمسلمين، واسترجاع حقوقهم المسلوبة في فلسطين وذلك بالقضاء تماما على المحتلين الصهاينة ومسح إسرائيل من الوجود، والقضاء على الشيطان الأكبر، وتسويق معتقداتها وحركاتها الى كل الدول الإسلامية، وكله كلام في كلام.
كما عملت على اختراق الأنظمة الدولية المتعارف عليها عالميا مدعية عدم عدالتها، وما احتجازها لرهائن من بلدان أخرى، واقتحامها وحرقها بالاعتداء على السفارات التي لها دوليا حمايتها قانونياً إلا أكبر دليل، ومع ذلك يبررون تلك الأفعال بأنها من أفعال المشاغبين، وأنهم سيحاسبونهم، وهي في الحقيقة تنظيمات ووحدات من الحرس الثوري، تعمل على المراوغة والخداع بأنها ستقتص منهم وهي المغذي، ومن ثم تدخلاتها في البلدان المجاورة وتقديم السلاح والبشر، وجلب المرتزقة وتزويدهم بما ترى أنه سيحقق آمالها في بسط نفوذها على المنطقة، وبأي وسيلة، وقد عملت ولما تزل تعمل الدسائس والمؤامرات لوجود من يمد يده لها، وتساهل الدول الكبرى ذات النفوذ القادرة على كبح كل أعمال تسيء إلى الحياة البشرية، ولكن الذي ظهر أن طهران تعمل لصالح الدول النافذة وتنفذ ما يريدون منها، وتتظاهر بالاتفاق أنها تعمل الضد وتواجه وتتحدى القوى الكبرى، وبالمفاوضات حول النووي وما توصلت إليه تَبَينَ المخبأ متمثلا في التهاون الأممي الذي أفسح المجال للتدخلات الإيرانية الصغرى والكبرى.
لم يتأت دخول القوات الروسية إلى سورية من فراغ، فهو من ثمار المباحثات والمداولات، وما تمثله وجهات النظر الدولية الكبرى، ثم ما يدور من تصريحات بين الكبار وأن العمل يجري لحل القضية السورية، كلها من الألعاب السياسية التي يرتجى من ورائها مصالح أخرى والتوسع فيها، وأن المنطقة تحت سيطرة تلك الدول التي تدعي الصداقة وتعلن التعاون وتتحدى من يحاول أن يمس الأصدقاء، ولكنها لاتعمل سوى تمديد المدة التي يمكنها أن تقضي عليها في أيام أو شهور حتى تحولت إلى سنوات، وكأن لاشيء يحدث.
هناك محادثات ذات مسميات مختلفة شيء يظهر من الشرق وآخر من الغرب، وأماكن للمحادثات يتم التنقل إليها وتصريحات عائمة لا تحمل حلولاً، ولكنها تعطي وعوداً تتسم في ظاهرها بالصدق، وهي تخفي الكذب مطويا في بعض التصرفات كونها لاتريد للمنطقة الاستقرار، ولا تريد أن يكون الفعل، لأن الفعل الجوهري الحقيقي سيؤدي إلى الاستقرار والسلام، ومتى كان السلام وساد. تعطلت الصناعات الكبرى والسلاح وتسويقه، والغرب والشرق متفقان على هذا المبدأ الممثل لتبادل المصالح، وما داموا يحصدون المراد فلماذا يسد الباب أمام هذه المنافع؟!
فلتبقَ المنطقة محل صراع، ولتبقَ اللقاءات والمناورات الكلامية والمحادثات السياسية البراقة تلمع بين حين وآخر، وكلها خُلَّب، ويمضى الزمن ومن فكرة إلى فكرة، ومن افتعال مواقف النقض ممن يملكون ذلك، والشعب السوري يهجر بلاده ويتسول على أبواب أوروبا في أسوأ أحوال مرت عليه لتبقى ثلة تمثل جزءا منها تحيط بالطائفة التي ينتمي إليها من يرأس الحكومة ومن يعاونه من المستجلبين من مرتزقة العالم، ثم يكون حزب الله (هو لبنان) يشكّل ويمنع ويسير، ويتدخل في بلدان أخرى والحكومة ممنوعة من عمل أي حركة لايوافق عليها ويريدها لأسياده الإيرانيين.
رعد الشمال المتماسكة الضامة لقوات بعض الدول الشقيقة ودرع الخليج هي قوة لها مكانة أشار إليها الخبراء بأنها ستكون في تنام مستمر وسداً منيعاً، كما هي عمل يفعّل ويعمل للوقوف بقوة في وجه محاولات التخريب والتمدد الفارسي، وستحد وستصد تهديداته التي طالما تمنطق بها من يدعي الديمقراطية فيما هو يسحق الشعب الإيراني ويكمم أفواههم، ويستعمل أقصى أنواع القمع لمن تحرك نحو الحرية، ويدعي المنتخبون أنهم في خدمة الشعب وسيعملون الكثير لصالحه بعد الاتفاق النووي، وهم يصرحون بذلك بالرغم من أنهم لايستطيعون عصيان أوامر من يسيرهم، ففي رأي الولي الفقيه المرشد الأعلى الكثير مما يخالف توجهاتهم ووعودهم، ولا يملكون أن يفعلوا أو أن ينفذوا ما دام المرشد يخالفهم، وستكشف الأيام أنه لن يتغير أي شيء.
إن المستقبل لما أكدته رعد الشمال وقوات التحالف المشتركة في مواجهة المتهورين والمستهترين بالقوانين الدولية..
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...