
فواتير المياه للفت الانتباه !! | إبراهيم محمد باداود
مشتركي خدمات المياه لن يدفعوا أكثر من ريال واحد يوميًا، وطمأن معاليه بأن معظم المستفيدين من خدمات المياه والكهرباء في المملكة لن يتأثروا بارتفاع التعرفة الجديدة التي تُعدُّ الأقل على مستوى العالم.
فواتير المياه التي صدرت مؤخرًا لكثير من الناس؛ جاءت مخالفة لتلك التصريحات، فالارتفاع في فاتورة المياه وصل إلى أرقام فلكية، والزيادة تجاوزت الـ1000%، والتعرفة الجديدة غير مفهومة، وطريقة احتساب الاستهلاك غير واضحة، خصوصًا عند مقارنة كمية الاستهلاك السابق والمرتبط بالتعرفة السابقة للمياه مع كمية الاستهلاك الحالي والتعرفة الجديدة، ففي بعض الفواتير تجد أن كمية استهلاك المياه في المنزل تكاد تكون واحدة في فترتين مختلفتين، في حين أن الفرق في إجمالي التكلفة للفاتورة يكاد يصل إلى 10 أضعاف فاتورة المياه السابقة، بل إن بعض البيوت مهجورة، ولا يوجد فيها استهلاك أو تسريب، ومع ذلك فقد تضاعفت فاتورة المياه فيها.
ارتفع سعر الوقود فاستوعب الناس الزيادة المنطقية وفهموا مستواها، والذي كان في معدل 25 ريالًا لتعبئة خزان السيارة ولم يكن هناك أي تحفُّظ يُذكر، وحينما ارتفع سعر التيار الكهربائي فهم الناس آلية الزيادة والمقارنة بين الاستهلاك السابق والحالي، وكانت الفروقات طبيعية ومعقولة، ولكن بالنسبة لفواتير المياه التي صدرت مؤخرًا فإن الزيادات كانت مضاعفة وغير منطقية، والأرقام كانت غريبة وغير طبيعية إطلاقًا، مما جعل الشكوك تشير إلى وجود خطأ في نظام الفوترة.
لا جدال على أهمية ترشيد استهلاك المياه، والمحافظة على هذا المورد الحيوي، ولكن ليس بهذه الطريقة التي فيها الكثير من الظُّلم والجور، خصوصًا وأن المفاهمة مع الطرف الثاني محدودة، فعند اللجوء إلى الهاتف المجاني للإبلاغ عن رفع سعر فاتورة المياه وشرح المشكلة لهم، على أمل أن يأتيك رد بأن هناك خطأ مطبعي، تُفاجأ برسالة على جوالك تُفيدك بأنه قد تم إغلاق بلاغك، مما يعني أنه لا حل أمامك سوى السداد.
الأسعار الأخيرة لفواتير المياه جعلت أحد أعضاء مجلس الشورى يدعو لإعادة النظر في هذه الأسعار، وذلك بعد موجة الاستياء الكبيرة من تلك الارتفاعات التي وصلت لها فواتير المياه مؤخرًا، هذا ولم يبدأ فصل الصيف بعد، فكيف سيصبح الوضع إن دخل فصل الصيف وتجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق الـ50 درجة مئوية.
معدل استهلاك الفرد للمياه، والذي يُردِّده البعض، يكتنفه بعض الغموض، فهذا الاستهلاك هو استهلاك دولة مقسوم على عدد السكان، وليس استخدام السكان وحدهم، فلا يمكن أن يكون متوسط استهلاك الفرد في اليوم 300 لتر، ولا يبرر هذا المعدل إلا وجود الفرد في دولة تعد من أكثر الدول إنتاجا للنفط والغاز وغيرها من البتروكيماويات والمصانع الأخرى، فكل ذلك يساهم في وصول استهلاك الفرد لهذا المعدل الكبير والذي يُردِّده البعض.
مواردنا المائية يتسرب 15% منها في الشبكة العامة، و13% منها في شبكات بعض المنازل، و7% في حدائق المنازل، فلماذا يدفع المواطن الذي يعيش في منزله الصغير تكاليف كل تلك التسريبات، والتي لا ذنب له فيها؟ ومع كل ما سبق ومع كل التحفظات والاستياء الذي قوبلت به تلك الفواتير، فإن معالي وزير المياه والكهرباء يُؤكِّد في تصريح نُشر له بالأمس في جريدة «المدينة»: أن التعرفة الجديدة للمياه في منتهى المعقولية، وهي أقل تكلفة من نصف قيمة فاتورة جوَّال فرد واحد من الأسرة، وأن التكلفة منخفضة جدًا جدًا، والتعديل في التعرفة هو للفت الانتباه.
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (123) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...