
فوزية أبل تتسائل : الفراغ السياسي .. إلى أين ؟!
على الرغم من حدة المناقشات التي تشهدها الكويت حالياً، فإن المناخ العام يفيد بوجود نوع من الفراغ في العمل السياسي، ونوع من المراوحة في طرح المواضيع نفسها،
ولو بوسائل جديدة، وبتعابير مختلفة.
قد يصح القول أيضاً إن الخلافات تستهلك كثيراً من رصيد قوى يفترض بها أن تطرح هموم المواطن، وأن تواكب العصر بكل معاني الكلمة، بعيداً عن الحساسيات السياسية، وعن الهموم الشخصية البحتة.. فيكون هناك تفاعل حقيقي مع المستجدات، واحترام لمختلف مكونات المجتمع، وعدم الاكتفاء بطرح مسألة معينة، ثم التخلي عنها.
الفراغ يلمسه المواطن العادي، وعلى غير صعيد، هناك فجوة بين المزاج الشعبي، الذي يتمتع بالحيوية والانطلاق الحي، وغياب الحوار الحقيقي وانعدام وجود برامج لدى السياسيين لمعالجة الثغرات ولحل المشكلات.
إنها بالتالي أزمة ثقة، وذات تشعبات وتداعيات عدة.
وفي غياب أي رؤى أو برامج سياسية واجتماعية وإنمائية، وغياب دور فاعل للسياسيين، لابد أن تتولد وسائل أخرى للدفاع عن مصالح الناس الحيوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر في المناخ العام، وحالة من الضبابية الشديدة والارتباك، ولغة الطائفية، وانتشار النفاق السياسي، وسياسة الجمود، والتشويش يسود المشهد السياسي في الكويت.
لا شك في أن الفراغ السياسي يكون له «حضوره» وتأثيراته على المجتمع، في حال عدم وجود برلمان فاعل، وبرامج حكومية واضحة المعالم.
ومن البديهي القول إن هناك جملة من التساؤلات تُطرح حول مَن الذي سيملأ الفراغ، فيما تخلو الساحة من سياسيين قادرين على التعاطي مع المستجدات، كما تخلو من أفكار جديدة، بأن تعبر عن مطامح المواطنين.
ولا ننسى أن للفراغ السياسي تأثيره على مشاريع التنمية والإصلاح، وهناك أناس منعزلون أو متقوقعون حول أنفسهم أو يراقبون ما إذا كانت ستحصل يقظة في الأداء البرلماني وفي الفكر السياسي.
بالطبع، هناك أشخاص يبادرون، في حالة كهذه، إلى محاولة ملء الفراغ، وقد يكونون موضع ثقة، لكنهم قلائل، أو إمكاناتهم ضئيلة.
مُجمل هذا السياق ستدفع البلاد ثمن تداعياته، والمَخرج من الفراغ ينبغي أن يكون عبر الحوار البنَّاء والتوافق، والسعي لإعادة الروح إلى المؤسسات، وعدم انتظار حصول أزمة فراغ نعود بعدها إلى العمل السياسي الجاد والمؤسساتي.
ولابد أن يتخلى الجميع عن روح التحدي والانتقام وتصفية الحسابات، وتبادل الاتهامات، وأن يعمل الجميع من أجل مصلحة البلد، وصون أمنه واستقراره.
نأمل بتغليب لغة الحوار والتفاهم ورأب الصدع، والخروج برؤية استشرافية وخطوط عريضة، وأن نخطو خطوة تاريخية لإعادة التأهيل للمشهد العام، حتى لا يفضي هذا الفراغ إلى حالة من الانسداد السياسي، ونحتاج إلى تصور سياسي جديد ينسجم مع الحالة السياسية الراهنة، فحجم الفراغ السياسي يجعلنا ندور في حلقة مفرغة.
بـ قلم : فوزية أبل
الطليعة
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...