قبل خروج ساكن البيت الأبيض - د. علي القحيص*
التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مجلة the atlantic والتي تهجم فيها على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وهو يستعد لمغادرة البيت الأبيض، والتي اتهم فيها المملكة بأنها مصدر للتطرف والإرهاب، ثتير في الواقع سخرية أكثر مما تثيره من دهشة، إذ إنها تدل على مجموعة أمور جد مضحكة ومزعجة، لعل أولها أن الرئيس الأميركي لا يقرأ التاريخ رغم حساسية موقعه المهم، ولا يعرف عن المنطقة الا ما كتبه له كتبة خطاباته من خلف الزجاج المغلق، لا بل ولا يعرف تاريخ السياسة الاميركية التي نصب على رأسها، اذ يبدو انه يريد ان ينهي فترة حكمه الضعيف والفاشل بفرقعة اعلامية ليس إلا، يعتقد أنها قد تفيد في ارجاع ما فقده من رصيد على مدى سنوات حكمه الذي اتسم بالتناقض والتردد، وحتى التنصل من وعود قطعها على نفسه في حملته الانتخابية، فوصف حليفاً قوياً وإستراتيجياً لبلاده في محاربة الارهاب الذي أصاب المملكة العربية السعودية، مثلما اصاب الولايات المتحدة واكثر فتكا، ينم عن جهل حقيقي في جيوسياسية وتاريخ هذه المنطقة، والصراعات الاقليمية فيها، حيث ان كل العالم يسمع ويرى ويراقب ما خلفه الارهاب من فظائع وجرائم في المملكة، وهو ارهاب راح ضحيته مواطنون امريكيون وسعوديون وعرباً ومن جنسيات كثيرة، فكيف لعاقل ان يتهم بلداً برعاية ارهاب يضرب في قلبه، هل لعاقل ان يفقأ عينيه بيديه؟!
لكننا ومع دهشتنا القوية من تصريح اوباما هذا، لن ندخل في لعبته الفاشلة باستعداء العالم على هذا الطرف او ذاك، وبالقاء فشلنا وتعليقه على شماعات الآخرين، وانما سنسوق للرئيس الاميركي جملة قضايا واحداث يبدو انه لم يسمع بها بعد، او لم يفهمها اصلاً، ومن هذه القضايا مسألة الارهاب الصهيوني في بلادنا، والذي رعي ومول من قبل الولايات المتحدة الاميركية التي يترأسها اوباما، وعلى مدى اكثر من ستين عاماً، ولا نعتقد ان عاقلين يمكن ان يختلفا حول بجاحة الارهاب الصهيوني، الذي يعد الخزان الاكبر للارهاب في العالم،والسبب الاهم في حروب المنطقة المتواصلة، فهل تساءل السيد اوباما عن مسؤولية بلاده في دعم وتمويل وحماية الارهاب الصهيوني في المنابر الدولية ودعمه ،واستخدام حق النقض الفيتو ضد عشرات القرارات التي تنادي بتسوية عادلة للصراع العربي الصهيوني عبر الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني؟ ثم الم يسمع اوباما بدعم بلاده للكثير من الديكتاتوريات في العالم بسبب ما تعتقده واشنطن مصالح مشروعة لها؟ ألم تذعن الولايات المتحدة شاه ايران محمد رضا بهلوي عندما كان يمثل احد اكثر الانظمة دموية وعدوانية في العالم؟ اليست الولايات المتحدة هي التي انشأت وسلحت ودربت تنظيم القاعدة الارهابي؟ وهل نسي اوباما ان بلاده هي التي قتلت اكثر من مليوني شخص عراقي بغزوها للعراق، ناهيك عن تدميره وسرقة خيراته وتمزيقة؟
ان هذه الامثلة ليست سوى قليل من كثير اقدمت عليه الولايات المتحدة التي استخدمت المتطرفين لخدمة اجنداتها في العديد من الدول العربية ثم راحت تزعم انها تحارب الارهاب!
ونسأل أوباما: اليست بلادكم هي من سوق علناً ويسوق لفكرة الفوضى الخلاقة كما اسمتها كونداليزا رايس احدى المؤثرين في السياسة الامريكية في مرحلة من المراحل؟
يبدو مع الاسف ان الرئيس الامريكي حكم لمدة ثمان سنوات من دون ان يكلف نفسه عناء البحث في اصل الملفات المعقدة التي تنطح لها.
على أية حال مصداقية هذا الرجل التي اهتزت وتردده ادى الى تراجع شعبيته وما عادت تنفع فيهما تلك البروباكندا الاعلامية.
* مدير مكتب "الرياض" بالإمارات
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...