إحباط مشروع «القاعدة» وإيران في اليمن - أيمـن الـحـمـاد
خضع الانقلابيون للقرار (2216) وللإرادة الدولية بعد أن ظنوا أن بإمكانهم المضي قدماً في مشروع تفتيت اليمن وتقسيمه وتطييفه حسب الإرادة الإيرانية، لقد كان اليمن يسلك اتجاهاً واضحاً نحو التداعي، وكان لانهياره أن يؤدي إلى نشوء منطقة أكثر خطورة مما نراها اليوم في سورية وليبيا.
أسهمت "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في حفظ توازنات المنطقة، وبددت خطوة لم يكن تصور قبولها أو حدوثها، إذ لم يسبق في الشرق الأوسط أن اجتاحت مليشياتٌ دولةً ما مستغلةً هشاشتها البنيوية، وضعف حكومتها، لتطبق على مؤسساتها بقوة السلاح، وكان لتصدي المملكة لهذه الخطوة بتشكيل تحالف عربي واسع أبلغ الأثر في دفع خطر شديد يمس الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
فتنظيم "القاعدة" الذي يعد فرعه في اليمن أكثر الفروع تأثيراً تلقى خلال السنوات الماضية ضربات متتالية من قبل تحالف أميركي – سعودي، ساهم في تقليص قدراته رغماً عن المخلوع علي عبدالله صالح الذي كشف تقريرٌ للجنة خبراء في الأمم المتحدة تواطؤه وأفراد عائلته بارتباطهم بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن.
ولنا أن نتصور كيف سيكون مآل اليمن لو نجح الانقلاب الحوثي والذي تقف وراءه إيران وصالح؟ وكيف سيكون حال "القاعدة" في اليمن؟ التي ستزدهر أعمالها الإرهابية في ظل وجود حليفيها صالح وإيران.
وكنّا على ما يبدو قريبين من نموذج أفغانستان أخرى على حدودنا الجنوبية، تتشاطر فيها إيران و"القاعدة" السلطة على أهم المضائق المائية الدولية وتتمركز قبالة القرن الإفريقي، وكلنا نتذكر كيف أدت هجمات القراصنة فقط إلى عسكرة دولية في بحر العرب وخليج عدن.
إن مشروع إيران – القاعدة في اليمن تعرض لضربة موجعة، لكن يجدر بنا أن نلفت أن "القاعدة" استفادت من حالة الانقلاب الحوثية، واستعادت جزءاً من نشاطها في بعض المحافظات بعد أن خبت كثيراً في السنوات السابقة.
تلك النشاطات تمت مواجهتها خلال عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، إذ اُستهدف عدد من العناصر في هذا التنظيم من قبل طائرات دون طيار. إن قبول الحوثيين تنفيذ بنود القرار (2216) سيفتح الباب أمام القوى الدولية لمكافحة الإرهاب، الذي ظنت الدول الأوروبية أن الجغرافيا قد تعيق وصوله، وإذ به يضرب أهم عواصمها، وإن جزءاً كبيراً من الجهد يُلقى على القوى اليمنية في الداخل التي جدير بها إدراك ما يحاك ضدها وضد اليمن عبر إشعال الطائفية والحروب بين مكوناته ما سيفضي إلى تقسيمه.
لقد أحبطت الرياض هذا المشروع التدميري الذي استهدف اليمن كدولة ذات ثقل استراتيجي وقومي، واستهدف أيضاً المملكة التي تحارب الإرهاب في الداخل والخارج، والتي استطاعت من خلال عمل أمني نوعي إضعاف "القاعدة" حد الضمور.. إن من الملفت هنا أن القوى الكبرى لم تفق إلا متأخرة على وقع الانقلاب أو أنها لم تقيّم حجم الخطر كما يجب، ولولا المبادرة السعودية، لرأينا اليمن تدار من طهران لا من قصر الجمهوري وسط صنعاء.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...