الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن عبدالرحمن الذييب

يشير ابن خلدون في مقدمته إلى أن طليحة ابن خويلد الأسدي مدعي النبوة ضُرب من ضرار بن الأزور بالسيف لقتله، وفشل في ذلك فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثِّر فيه، وكأن هذه إحدى معجزاته. مات النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه أبوبكر خالد بن الوليد، «فقضى على أتباعه، فعاد إلى الإسلام واستُشهد في نهاوند»! عبارة مؤلمة لمن ألقى السمع وهو شهيد.

هي رسالة للاتباع بأن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}، هي رسالة لكل شخص يتبع آخرين لا يحكم عقله، يجامل، لا يرفض، في النهاية لن يسأل عنك أحد، اتبع عقلك فلن ينفعك أحد يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلى كل «تابع» ابتعد عن الفتن فلا جهاد إلا ضد كافر صريح اغتصب أرضاً، أيها التابع أنت مجرد أداة لتحقيق أطماع متبوع، موهوم بالقيادة، مَلَكَ شيئاً من الكاريزما، وقليلاً من الخطابة وفن الكلام وكثيراً من الأكاذيب محاطة بهالة الإعلام.

أيها التابع، اسأل نفسك: لماذا القائد لا يدخل أتون المعارك مثلك؟! لماذا لا يرسل أحد أبنائه لقتال عدوه، وقتل نفسه والانتحار من أجل القضية؟ أيها التابع، طليحة بن خويلد عندما تبيَّن له الحق، عاد إليه، وهذه ليست مشكلة طليحة، ولكن مشكلة من صدّق طليحة، أيها التابع، كبير قادة جهنم سيقول لأتباعه بكل بساطة {إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} ...

نهاية قاتمة ...

أقفل الستار! ...

قُتل من بني عبدالدار سبعة أشخاص من أجل الحفاظ على راية الشرك مرفوعة في يوم أحد، انتصر الشرك حينها بسبب ثبات بني عبدالدار، فاز أبو سفيان «القائد» بحلاوة النصر، وما إن فُتحت مكة، أسلم أبو سفيان، ونسي بني عبدالدار. أبو سفيان اتبع الحق في النهاية. المشكلة في الأتباع، الذين أخذتهم العزة بالإثم، ودفعوا الثمن غالياً.

أخيراً ...

طليحة، في لحظة ما فكر في نفسه، وهذا حقه ...

المشكلة في التابع الذي لم يستخدم حقه في التفكير في نفسه...

ما بعد أخيراً...

عزيزي التابع ... حكّم عقلك ولا تكن أداة في يد غيرك.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...