الأحد, تشرين2/نوفمبر 23, 2025

All the News That's Fit to Print

د.عبدالإله ساعاتي

يحق لكل مواطن سعودي بل وكل عربي ومسلم أن يفتخر بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي عزز قيمة بلاده ونقلها إلى مكانة عالية بين دول العالم.. وعزز تبعاً قيمة كل عربي ومسلم. ثقل كبير وراسخ تموضعت فيه المملكة العربية السعودية بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً ثم بفضل القيادة الملهمة للأمير الشاب في مختلف المجالات والمحافل..

استقبال استثنائي غير مسبوق!!

إن مراسم الاستقبال التاريخي الحافل والمبهر وغير المسبوق الذي استُقبل به سمو الأمير في البيت الأبيض والذي تجاوز البروتوكولات المعتمدة.. متضمناً عرضاً جوياً لطائرات F35 الشبحية.. والبساط الأحمر وعرض الخيول وعرض حرس الشرف وجولة في أروقة البيت الأبيض.. كل هذا الاهتمام الكبير إنما يعكس المكانة الكبيرة التي يحظى بها سمو الأمير والقيمة الكبيرة للمملكة العربية السعودية.. كبلد له ثقله السياسي والاقتصادي والأمني والاستراتيجي..

فاقتصاد المملكة كما قال سمو الأمير في كلمته في منتدي الاستثمار الأمريكي السعودي الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي بحضور الرئيس الأمريكي.. هو أكبر اقتصاد في المنطقة.. والمملكة أكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة.. والاقتصاد السعودي من أسرع الاقتصادات نمواً من بين مجموعة العشرين..

نقلة نوعية لعلاقة إستراتيجية

إن الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان تمثل نقطة تحول استثنائية في تاريخ العلاقة التاريخية الممتدة على مدى نحو تسعة عقود بين البلدين الصديقين.. وتمثل نقلة نوعية في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وفي تعميق التعاون بينهما.. وفي ترسيخ شراكة مستدامة.. وهي لحظة تاريخية لتعزيز الشراكة بما يعود بالنفع للبلدين والشعبين الصديقين بل والعالم بصفة عامة..

الزيارة أضفت زخماً نوعياً لعلاقة يزداد رسوخها.. انها حقاً موعد مع المستقبل.. موعد مع السعودية الجديدة التي تتقدم إلى الصفوف الأمامية باقتدار في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.. فالعلاقة السعودية الأمريكية تعيش اليوم أوجها وعصرها الذهبي بحكمة وحنكة سمو الأمير محمد بن سلمان.. يقول الرئيس الأمريكي: «علاقاتنا وصلت لأقوى مستوياتها عبر التاريخ».

فالأمير محمد بن سلمان الذي استقطب اعجاب الرئيس الأمريكي بما حقق من إنجازات كبيرة.. جعلت الرئيس ترمب يقول: «أفتخر بما قام به الأمير محمد بن سلمان.. وأن التحول الذي قاده الأمير محمد بن سلمان في المملكة يعد تحولاً استثنائياً غير مسبوق».. ويقول: «لدينا حلفاء رائعون في العالم ولكن لا يوجد مثل الأمير محمد بن سلمان».

هموم الأمة العربية في وجدان الأمير

ولعل مما يعكس المكانة الكبيرة للأمير محمد بن سلمان.. إعلان الرئيس الأمريكي استجابته لطلب سمو الأمير بالتدخل لحل الصراع الدامي في السودان..حيث قال الرئيس ترمب: «السودان ليس ضمن مخططاتي.. ولكنني تلبية لطلب الأمير محمد سوف أعمل على انهاء هذا الصراع المروع الدائر في السودان»..

فالأمير القائد لا يحمل هموم بلاده فحسب بل يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية.. ويعمل على الاستقرار والسلام في المنطقة بل وفي العالم أجمع.. وهذا ديدن القادة العظماء.. فبعد أن فعل ما فعله من أجل سوريا من جهود مضنية قادت لرفع العقوبات الدولية عنها.. وبعد أن قاد حملة دولية للحصول على تأييد واعتراف دول العالم بدولة فلسطين..ها هو اليوم يسعى لحل الصراع الدامي في السودان الشقيق..

لا.. للتطبيع مع إسرائيل!!

ورغم الضغوط الكبيرة من قبل الرئيس الأمريكي ومن القيادات السياسية الامريكية لدفع المملكة للانضمام إلى ما يعرف بالاتفاقيات الابراهيمية.. إلا أن الأمير بكل شموخ ومن عمق القيم والثبات على الموقف رفض الرضوخ لجميع المطالبات.. مؤكداً ان المملكة مع السلام لجميع الدول.. وانها مستعدة للدخول في أي اتفاقيات تضمن السلام للفلسطينيين والاسرائيليين اذا ما تحقق حل الدولتين بما يضمن وجود دولة للفلسطينيين.

موقف ثابت.. لا يتخذه سوى الكبار.. موقف أثار إعجاب الأمريكيين رغم أنه لم يأتِ على هواهم.. هو موقف أثار إعجاب العالم.

نتائج الزيارة التاريخية.. إعلان مستقبل سعودي جديد

إنجازات كبرى حققها سمو الأمير محمد بن سلمان من هذه الزيارة التاريخية.. لعل في مقدمتها:

إعلان الرئيس الأمريكي تصنيف المملكة العربية السعودية حليفاً رئيسياً من خارج « الناتو» Major non Nato Ally واعتبار المملكة أكبر وأهم حليف من خارج الناتو.

اتفاقية الدفاع المشترك الاستراتيجية بين البلدين.. مما يجعلهما شريكين أمنيين قادرين على العمل المشترك لمواجهة التهديدات الدولية.

طائرات F-35 الشبحية بعدد 48 والتي أصبحت ضمن أصول القوات الجوية الملكية السعودية.

طائرات F-15X بعدد 60

ترقية طائرات F-15-SA

حزمة دفاع جوي Patriot

برنامج نووي مدني: حيث قال وزير الطاقة الأمريكي: «إنه يوم تاريخي حيث اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على اتفاقية تعاون نووي مدني تضمن نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى السعودية».

توقيع اتفاقية بين انفيديا وXAI مع هيومين السعودية لإنشاء منظومة موحدة ضخمة لتحليل البيانات بكفاءة بحجم 500 ميجاوات. وحول ذلك قال (ايلون ماسك): «إن هذا المشروع سوف يسرع بناء مستقبل الذكاء الاصطناعي السعودي».

توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي.

توريد آلاف من شرائح NVIDIA

استثمارات مع Oracle

استثمارات مع Google

توقيع اتفاقية شراكة بين AMD وسيسكو مع هيومين السعودية لبناء مراكز بيانات بسعة 100 ميغاوات.

اتفاقيات وقعتها أرامكو بقيمة تتجاوز 30 مليار دولار مع شركات أمريكية.

صفقات بنية تحتية مع AECOM

اتفاقيات معايير سلامة المركبات.

اتفاقيات في قطاع الأسواق المالية والشراكات المالية والاقتصادية.

توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب.

الاتفاق على إطار عمل استراتيجي لتسريع إجراءات الاستثمارات السعودية.

الاتفاق على إطار التعاون في سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن الحرجة.

كما تم توقيع صفقات بين الشركات السعودية والأمريكية ضمن منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بقيمة (270) مليار دولار.

وكان سمو الأمير محمد بن سلمان قد أعلن أن المملكة سوف تستثمر نحو تريليون دولار في الولايات المتحدة..

وكما قال الدكتور إحسان بو حليقة: إن المملكة تضخ التريليون دولار إنفاقاً لكي تسترد نمواً».

أسئلة استفزازية.. واجابات شافية

ولعل مما أثار الاعجاب الحضور اللافت لسمو الأمير محمد بن سلمان والشموخ الفطري والثقة الراسخة.. وتحدثه الإنجليزية بطلاقة.. حتى عندما وجهت له أسئلة استفزازية من مراسلة قناة ABC (ماري بروس ) حول أحداث 911 ومقتل خاشقجي.. ورغم ان الرئيس الأمريكي علق على السائلة قائلاً ان اسئلتك سيئة وأسلوبك وقح.. وإن هذا ليس المكان المناسب لمثل هذه الأسئلة المستفزة.. إلا أن سمو الأمير بادر بالإجابة بكل ثقة وهدوء قائلاً : انه من المؤلم علينا فقدان أي شخص لحياته.. ولقد أجرينا كافة التحقيقات اللازمة ونقذنا جميع الاجراءات النظامية ووضعنا السياسات الكفيلة بعدم تكرار ما حدث.. أما بخصوص أحداث 911 فلقد أوضح سموه أن هدف أسامة بن لادن من إقحام سعوديين في الأحداث هو إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأمريكية لإفشال الجهود المشتركة الهامة لمكافحة الإرهاب.

كما انتزع الاعجاب إجابة سموه على سؤال حول الصفقات التي ستبرمها المملكة مع أمريكا.. حيث قال بكل شموخ: «نحن لا نعقد الصفقات من أجل أمريكا ولا من أجل ترمب.. نحن نعقد الصفقات من أجل تلبية الاحتياجات التنموية لبلادنا وبما يعود علينا بالفائدة».

إجابات قائد كبير.. صاحب موقف كبير.. يحمل اعتزازاً كبيراً لقيمه وقيمة وطنه.. إجابات ألجمت السائلين وأخرست الحاقدين.. وانتزعت إعجاب الجميع.

زيارة خالدة

وأخيراً، أختم بما كتبه الأستاذ خالد المالك حيث قال: «وهذه الزيارة التاريخية بنتائجها وتفاصيلها وأحداثها وردود الفعل عنها.. ستبقى خالدة.. ويتكرر الاستشهاد بها مع كل من يزور البيت الأبيض من قادة العالم.. ولن يتغير الانطباع عنها بأنها الأكثر تميزاً.. وأنها حالة استثنائية بين كل الزيارات واللقاءات في البيت الأبيض».

** **

- واشنطن

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...