الأحد, تشرين2/نوفمبر 16, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

إسرائيل تريد تطبيعاً عربياً معها، دون ثمن، واعترافاً بها على حدود مجهولة، وتوافقاً مع توجهها بأن لا دولة فلسطينية، سواء الآن، أو في المستقبل القريب والبعيد، منكرة حقوق الفلسطينيين المشروعة، وأن على العالم عدم تفهمهم لمشكلتهم، رغم أن 159 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

* *

إسرائيل تردد بشكل متكرر، بأن التطبيع قادم، وأنه سوف يتوسع، وأن السابع من أكتوبر فتح الطريق، وسهل على المترددين الإقدام على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتمدة على ضغوط أمريكية، وعلى الانتكاسة في موازين القوى لصالحها بعد أحداث السابع من أكتوبر، مع أن سمعتها تمرغت بالتراب كدولة عنصرية، وغير ديمقراطية، وقاتلة للأطفال والنساء، وممارسة لحرب إبادة في غزة والضفة الغربية، بما لا يحتاج إلى دليل.

* *

إسرائيل ترى أن السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام، مع أنها لا تلتزم حتى بالسلام مقابل السلام، وتاريخها يفضحها بأنها دولة توسعية واستعمارية، وحدودها المغيبة أو المؤجلة تكشف حجم أطماعها، وهي لا تحتاج إلى حجج لنزع كل التهم والإدانات عنها، وتبرئتها مما أضاف سوءاً على سوء بفعل ممارستها العدائية، اعتماداً على أن هناك من الدول من يُحسّن صورتها، ومن يعمل على تنظيف ما شاب تاريخها من سوء الممارسات، والأفعال القبيحة.

* *

عجبي أن تنقاد دول عظمى إلى سياسة هذه الدولة الصغيرة، وأن ترتهن إليها وإلى أيدلوجياتها، وأن ترى فيها المثل، وأن تناصرها على عدوانها، وتحميها من المساءلة والعقاب والتجريم على ما لطخت أيدي قادتها القتلة من دماء الأبرياء، على مدى ثمانين عاماً خلت.

* *

الصورة واضحة، ولا تحتاج إلى من يكشف أبعاد السلوك الوقح للدولة الإرهابية، ولا عن رجالاتها القتلة، ففي فلسطين تاريخ لا يُهمل، وسنوات قهر لا تغيب، وجرائم لا عدّ لها مما ظهرت به صورة إسرائيل الحقيقية، حتى وإن تعامى العالم عنها، حتى وإن تجاهلها، أو مررها على أنها تصرفات خاطئة ضد مجهول، بينما هي متهمة ومدانة، ويعرفها القاصي والداني.

* *

من يريد أن يقرأ تاريخ هذه الدولة اليهودية العنصرية، -وهو تاريخ أسود بامتياز-، عليه إلقاء نظرة ولو سريعة على حجم الدمار في غزة، وعدد المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، ويستعرض عدد من قتلوا في غزة أو أصيبوا في غضون عامين فقط، وإذا سمح وقته، واستحضر تاريخ قيام الدولة الصهيونية، منذ وعد بلفور وإلى اليوم، سيجد ما يشيب له شعر الرأس، فنحن أمام مجازر لم تتوقف، وأمام اختفاء حقوق الإنسان، وأمام صمت العالم، وهو ما لم يحدث مثيل له في التاريخ.

* *

ومع كل هذا، فإسرائيل ترفض الحوار والسلام، وتَسْخَر من قرارات أممية وجنائية بإدانتها، وتتصرف على نحو معارض لكل قرار، فهي تجوّع وتهدم وتقتل، وليس هناك من يعترض أو يحتج، وإن فعل فلا قيمة لردود فعله، ولا معنى لها لدى إسرائيل، وهكذا تسير القضية الفلسطينية، والدولة الفلسطينية، وحقوق الفلسطينيين، قال: من أمرك؟، قال: من منعني؟، وسوف أقتل وأهدم وأسجن، وأحتل أراضي ليست لي، ولا قيمة لمن يعترض أو يحتج أكان صادقاً أو منافقاً أو كذوباً يتوارى خلف تأييده لإسرائيل.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...