الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

تتصدر الدول العربية قائمة الدول الأقل استقراراً، الأكثر في النزاعات، التي لا ترتبط بمواثيق تضبط إيقاع العمل والاستقرار، حيث الحروب والانقلابات، وتعدد المرجعيات لقيادة بعض الدول.

* *

انظروا ما يجري في ليبيا من وجود جيشين وحكومتين، وتنازع على السلطة في حكم البلاد بين هذا الطرف وذاك، وفي السودان هناك حكومة، وأخرى موازية أعلن عنها مؤخراً، وهناك جيش وميليشيا باسم الدعم السريع، وحرب طاحنة منذ عامين.

* *

غير ذلك، ففي لبنان ميليشيا باسم حزب الله ينافس الجيش اللبناني ويتفوّق عليه بالسلاح وعدد الأفراد، ويتلقى الدعم من الخارج، وما زال ينازع الجيش رغم هزيمته من إسرائيل، ويرفض إلقاء السلاح، وتفكيك قوته لصالح الجيش الوطني، رغم ما سببه من مآسٍ وانهيار للدولة اللبنانية.

* *

هل تريدون المزيد؟ شاهدوا ما جرى من حروب في العراق وسوريا واليمن، وما تركته هذه الحروب من آثار مدمرة لهذه الدول على مدى سنوات طويلة، بما أضرتها في تحقيق التنمية لسنوات طويلة قادمة، ومن دون أن تتمتع شعوبها بالاستقرار والعيش الكريم خلال الحروب، وهناك غيرها من الدول، وإن كان ذلك بنسب متفاوتة.

* *

أسأل بألم، ماذا أفادت دولنا من هذه الانقلابات العسكرية، والخلافات المزمنة، والصراعات التي لا تنتهي، غير هذه المشاهد المبكية للأوضاع من فقر، وتخلّف في التعليم، والصحة، والتنمية، وعدم احترام لحقوق الإنسان، بينما كان بالإمكان أفضل بكثير مما لو أن هذه الدول وغيرها لم تتعرض لما تعرضت إليه.

* *

دعونا من الماضي والحاضر الذي طوّق هذه الدول، وأدخلها أسيرة فيما هي عليه الآن، ماذا عن المستقبل؟ هل من علاج لأمراضها وصراعاتها وخلافاتها ومغامرات المغامرين بين مواطنيها، لتتحول من واقع مرير، إلى مستقبل مشرق، يتنفس فيه المواطنون حقهم في الحياة الحرة الكريمة؟

* *

لقد بلغت الخلافات، والتشرذم مبلغاً لا يسر، ووصل إلى نهايات مؤلمة في كل شيء، فلا مكاسب من هذه الحروب، ولا فائدة من استمرار هذه الخلافات، وما من أحد مستفيد منها، فالجميع في حالة خسارة وهزيمة مدوِّية، حتى وإن رفع بعضهم شعار النصر، والسعي لتحسين الواقع، والحرص على مصلحة المواطنين، فهي ثقافة تفتقر إلى الصدق والأمانة والأهداف الجميلة.

* *

آن لدولنا، ولشعوبنا أن تتمتع بالهدوء، والاستقرار، وأن تؤول مسؤولية إدارتها للخيرين منها، وللكفاءات بين أبنائها، ضمن عمل وتنظيم مؤسسي، يترجم الإصلاحات إلى واقع يتحقق على الأرض، وإلى مشاهد تسر الناظرين، وما عدا ذلك فهو هراء في القول، واستغفال للبسطاء من الناس، حتى وإن حملت الشعارات مثل هذا الكلام المعسول، ببريقه الكاذب، الذي نسمعه صباح مساء.

* *

مشهد السودان بحكومتين بجيشه ودعمه السريع، واليمن بمليشيا الحوثيين، ولبنان بحزب الله، وسوريا بفئاته القتالية، وليبيا بجيشين وحكومتين، وهكذا في فلسطين ومع دول أخرى، هو هزيمة لعالمنا العربي، وانتصار لأعدائنا، فمتى نعي ذلك، ونتعرف على حجم الأخطار والتحديات المحدقة التي تنتظرنا؟

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...