الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

أ.د.عثمان بن صالح العامر

نعيش اليوم في عالم يفترض أن تحكمه الحضارة، ويتخذ قراراته المفصلية النخب الواعية المدركة لعواقب الأمور، ومع ذلك لا تزال الحروب تشتعل هنا وهناك، تزهق الأرواح، وتُدمَّر المدن، وتُشوَّه القلوب قبل الأجساد. وإزاء ذلك كله يتساءل عقلاء العالم وهم يحترقون كمداً وغيظاً، ترى: لماذا هذه الحروب التي لا ترحم؟ لماذا لا يزال البشر - رغم التقدم التكنولوجي والوعي الإنساني المتزايد - يقعون ضحايا لنفس الدوامة القاتلة التي أنهكت أجيالًا من قبلهم؟.

لقد ارتبطت الحروب منذ فجر التاريخ بالطبيعة البشرية من حيث الرغبة في السيطرة، أو الدفاع عن النفس، أو حتى الانتقام. إلا أن تحليل أسباب الحروب في العصر الحديث يُظهر أنها غالبًا ما ترتبط بالمصالح الاقتصادية، أو التوسع الجغرافي، أو الصراع على الموارد، أو جراء التباين والاختلاف الأيديولوجي والعقدي. فالحرب لم تعد مجرد رد فعل غريزي، بل أصبحت أداة سياسية تُستخدم حين تفشل الدبلوماسية أو تُستثنى عمدًا.

نعم الدين - الذي يعد المكون الأساس والركيزة الأهم لهوية الأمة الثقافية - كان ولا يزال من المحركات الأساسية للصراعات العالمية، سواء استخدم كذريعة أم كدافع حقيقي. فالدين عندما يتحول من مصدر للتقارب والحوار إلى أداة للتفرقة والكراهية، تتغذى نار الحروب على مشاعر الخوف والغضب والتهميش.

ومع ما للبعد العقدي من أهمية إلا أن مما يمكن الجزم به أن من أهم أسباب استمرار الحروب في عصرنا الحالي هو (الاقتصاد). تُشعل الحروب أحيانًا لدعم صناعات الأسلحة، أو من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية، مثل النفط والماء. في حالات أخرى، يُنظر للحرب على أنها وسيلة لإعادة توزيع الثروات أو التأثير في توازنات القوى العالمية.

وما دامت هناك أنظمة تُؤمن بالقوة أكثر من العدالة، فإن خطر الحرب سيظل قائمًا. وعلى الضد حين تُربّى الأجيال على الحوار لا السلاح، عندما يكون تقبل الآخر لا إقصاؤه هو الأصل، في هذه الحالة بالذات يمكن للعالم أن يختار طريقًا آخر للتعايش والسلام الذي يتغنى به الكل دون أن يشرع فعلياً بالسعي الحثيث لتحقيقه والوصول إليه، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام .

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...