القصيم الوجهة الاقتصادية والمعرفية! - إبراهيم بن سعد الماجد

إبراهيم بن سعد الماجد

بعدد سكان يتجاوز مليوناً ونصف المليون، وتوسط في المملكة، وقرب من العاصمة الرياض، وثروة زراعية كبيرة، تأتي منطقة القصيم كأهم منطقة جاذبة للمشاريع الاقتصادية، وكبيئة مناسبة لإقامة الملتقيات العلمية والاقتصادية والتجارية، ورافد لمدينة الرياض لإقامة المؤتمرات المختلفة.

توطئة أردت من خلالها الحديث عن منطقة القصيم وما يجب أن تكون عليه في مستقبلها، لتواكب نهضة المملكة التي تخطو خطوات كبيرة ومتسارعة في أكثر من مضمار، مما جعلها محط أنظار العالم.

السؤال الذي يُطرح دوماً.. ماذا في القصيم غير الزراعة وخاصة التمور؟

أنا هنا أحاول أن أشارككم الحوار لنخرج بإجابات ربما تفتح مغاليق أسئلة تتكرر كثيراً.

القصيم تُعد ومنذ عقود أكبر سوق للثروة الحيوانية، وفي سنوات قريبة خطت خطوات تطويرية في هذا الاتجاه، لكننا مازلنا ننظر إلى نقلة نوعية تخدم هذه الثروة الكبيرة، في محاورها المختلفة، لتحقق رقماً اقتصادياً يساهم في زيادة مؤشرات النمو المحلي ويعزز من فرص التوظيف. الثروة الحيوانية إذا لم تتجاوز مرحلة بيع وشراء المواشي من أبل وبقر وأغنام، فإننا نتكلم عن ركود يتكرر، ومفهوم اقتصادي متخلف!

هذه الثروة إن لم يستفاد منها في إقامة المصانع المختلفة، سواء لإنتاج اللحوم بمخرجاتها المتنوعة، أو مصانع الجلود والوبر والصوف، لمنتجات منافسة لأفضل العلامات التجارية، إذا لم يكن ذلك فإننا نتحدث عن حالة سلبية في مسار اقتصاد المنطقة! لأن أي حراك اقتصادي لا يعود على أفراد جغرافية المكان على أقل تقدير بأثر يُعد رقماً سلبياً!

إن إقامة المصانع المرتبطة بالثروة الحيوانية سيخلق آلاف الوظائف لأبناء وبنات المنطقة، وهذا من مستهدفات رؤية المملكة 2030 .

تأتي الثروة الزراعية من تمور وعنب وحمضيات وغيرها على نفس حال الثروة الحيوانية، وبمخرجات مشابهة، ومعطيات مماثلة.

إن التمر تحديداً، يعد من المنتجات ذات التنوع الكبير، مما يغطي لصناعة تحويلية كبيرة هائلة لم يستغل منها حتى الآن إلا قليل القليل، كما أن مخلفات النخلة المهدرة تُعد ثروة مهمة في مجال الأعلاف، والصناعات الحرفية ذات البعد التراثي الثقافي لوطننا. وكما هو مقرر من قبل وزارة الصناعة بأن المنطقة تختزن كميات هائلة من مواد تعدين ذات جودة عالية، مازالت غير مستفاد منها!

وفي مجال المؤامرات والملتقيات والمعارض أتمنى أن يُلتفت لأهمية ذلك، كونها من المناسبات التي تحرّك السياحة، وتنعش السوق سواء الفنادق أو المطاعم أو غيرها من الخدمات.

في الجعبة الكثير مما يمكن تسويقه بنجاح لمنطقة القصيم، ويحقق لعموم الوطن ورجال أعماله عائداً مهماً.

الخلاصة:

الكلام يتشعب حول قيمة منطقة القصيم الاقتصادية، ولا جدوى من كلام نهار يمحوه ليل، لذا فإنني ومن خلال تجربة عملية عشتها، وما زلت في هذه المنطقة أرى من الأهمية بمكان تكوين فرق عمل لكل ملف على حدة، ومن أهل التخصص العلمي والتسويقي، لا من موظفي القطاعات الحكومية، لتقديم مخرجات لهذه الدراسات تكون مشجعة لكل مستثمر، وفي الجانب القضاء على بيروقراطية بعض الجهات التي تعرقل مسألة الاستثمار وتصعّب التصاريح وتعيق العمل!.