الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

يبدو أن الجيش السوداني أصبح الآن على موعد مع انتصارات ميدانية تتوالى بسرعة، وأن الدعم السريع يمر الآن بانتكاسات كبيرة، وأن رهان الخارج عليه من خلال دعمه في تشكيل حكومة موازية لا يعدو أن يكون إجراءً عبثياً قصد منه استباق خسائر كانت تنتظر الدعم السريع.

* *

كان بإمكان الجيش الشرعي والدعم السريع أن يوفرا على السودان والسودانيين هذا العدد المهول من القتلى، وهذا التهديم الممنهج للبنى التحتية، وتعريض البلاد إلى الانهيار الاقتصادي المؤثِّر على مستقبل السودان، وذلك من خلال الحوار الذي بدأ في جدة، وأفضى إلى اتفاق لكنه لم يتم الالتزام به.

* *

الآن ومع انتصارات الجيش المدوِّية آن لكل الأطراف أن يجلسوا معاً على طاولة واحدة للحوار والتفاهم على إيقاف الحرب، والتوجه نحو المصالحة، وتمكين الجيش من وضع الترتيبات المناسبة لمستقبل السودان، بعيداً عن الإملاءات الخارجية.

* *

تحرير القصر الجمهوري والطرق المؤدية إليه، وكذلك الوزارات، وتحرير وسط الخرطوم على يد الجيش، وتوقع تحرير جنوب الخرطوم من الدعم السريع، يؤكد أنه لا خيار أمام الدعم السريع عن التفاهم على ما يجنِّب السودان المزيد من القتلى والتهديم، خاصة بعد التطورات الميدانية الجديدة في الخرطوم، والنكسات المتتالية للدعم السريع على مستوى كامل السودان.

* *

في بداية الحرب بين الدعم السريع والجيش أسرعت المملكة بمبادرة فورية لتطويق واحتواء الأزمة، ودفن الخلافات، والقضاء على الفتنة، ورأب الصدع، بأن جمعت الفرقاء، وتوصلوا إلى اتفاق كان يمكن أن ينهي الأزمة في بدايتها، فلا يتعرض السودان إلى ما تعرض إليه من خسائر بشرية ومادية، ولكن النفخ الخارجي، لاستمرار القتال هو من أفشل المشروع الودي في حوار منبر جدة.

* *

على السودانيين، وبعد عامين من القتال، وبعد كل ما حصل، عليهم أن ينسوا الماضي، ويفكروا في المستقبل، فالحروب لا طائل منها إلا الخسائر، كما هو الوضع في السودان بعد هذا القتال المرير، الذي يمثِّل صفحة سوداء في تاريخ السودان الشقيق، ومرحلة فيها ما فيها من قصر النظر، وضعف الدراية، وتواضع التفكير لدى من فكر بالقيام بما قام به.

* *

السودان يحتاج إلى جيش واحد لا جيشين، وإلى حكومة واحدة لا حكومتين، وإلى وحدة الصف والكلمة، والمحافظة على مصالح المواطنين، والعمل على عدم تعريض السودان إلى الانقسام، وهذا كله مرهون بالوقوف صفاً واحداً، وبقلب واحد، ضد كل متآمر على السودان، وضد من يفكر بقبول إملاءات الخارج لتقويض أمن واستقرار واستقلال السودان.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...