بعض الشركات العائلية خاسرة بينما ثروات مؤسسيها في ازدياد؟! - محمد سليمان العنقري
محمد سليمان العنقري
إدراج الشركات العائلية في السوق المالية له عدة أهداف، أهمها الحفاظ عليها، حيث تشير الدراسات إلى أنها تختفي إما في الجيل الثاني أو الثالث، وبما أنها تمثل جزءًا كبيراً من الناتج المحلي يتخطى 850 مليار ريال سنوياً وتوظف مئات الآلاف، فإن هذا الهدف يعد منطقياً جداً بالإضافة إلى أنها تمثل أيضاً فرصة للاستثمار مع شركات يمتد عمرها لعشرات السنين، وتمتلك خبرة عالية، ولديها أصول ضخمة وحصصها بقطاعاتها جيدة، وبعضها لها استثمار خارجي أو تعد من شركات التصدير.
لكن الحديث هو عن الشركات التي منذ إدراجها وهي في دوامة الخسائر، فتكسب سنة وتخسر بعدها سنوات، وقامت بخفض ورفع رأس مالها عدة مرات لمعالجة هذه الخسائر فأصبحت مثل «الثقب الأسود» للمستثمرين فيها من غير الملاك المؤسسين، وما يلفت النظر أيضاً ازدياد العقود والعلاقة مع أطراف ذوي علاقة؛ أي كبار الملاك، وغالباً المؤسسين، وهنا لا بد من طرح هذا التناقض إذ إن الشركة خاسرة بينما ثروات أغلب المؤسسين تزيد وأعمالهم خارج الشركة المدرجة ناجحة، وهو ما يعد مفارقة عجيبة وغريبة إذ لو كان هناك أثر لخسارة الشركة العائلية على مؤسسيها ظاهراً بشكل سلبي، فكيف إذاً تسير أعمالهم الأخرى بنجاح وتزداد ثرواتهم!
إن حالة هذه النوعية من الشركات تستدعي وقفة لمراجعة شاملة لها، نأمل أن تقوم بها الجهات المعنية بنظام الشركات قبل وبعد الإدراج، فكيف كانت رابحة قبل الاكتتاب، ومن بعد الإدراج دخلت دائرة الخسائر؟ فبعضها قارب أو تجاوز العشر سنوات في السوق دون تحسن في نتائجها، ومن المعروف أنه لا يمكن إدراج شركة إلا بضوابط من بينها إيجابية نتائجها لسنوات قبل الاكتتاب، ولذلك يأتي دور الفحص والتدقيق في كافة السجلات سابقاً ولاحقاً ليتضح للمستثمرين والسوق حول سبب هذا التحول مابين قبل الاكتتاب وبعد الإدراج، فبعض الشركات زادت تكاليف تشغيلها بسبب وجود عقود إيجارية للمقرات التي تشغلها وتعمل من خلالها تعود للملاك المؤسسين بنسبة كبيرة، أو القيام بتعاقدات لأعمال توسعية أو تشغيلية أيضا مع ملاك مؤسسين، ويتضح ذلك بإفصاحها عن العقود ذات العلاقة المعلنة، كما تقوم هذه الشركات بتغيير استراتيجياتها باستمرار، وهو أمر مكلف ومربك ودون جدوى إذ سرعان ما تعود للخسائر إضافة لاتجاه بعضها لرفع رأس المال عبر مساهمات عينية لا يعلم مدى جدواها فعلياً لتغيير واقع هذه الشركات.
تغيير اسم الشركة العائلية الخاسرة أو طرح استراتيجيات جديدة بسياسة الهروب للأمام وشراء الوقت دون أن تكون المعالجة عميقة، وأولها فصل الملكية عن الإدارة بشكل حقيقي إضافة لباقي التغييرات الأساسية هو ما سيغير واقع هذه الشركات لأن أهميته كبيرة، فإذا انهارت أي واحدة منها ولم يعد لديها حلول وأعلنت إفلاسها أو اتضح أن خللاً تشغيلياً أو مالياً أدى لهذه النتيجة فإن لذلك أثرا سلبيا باهتزاز الثقة في أي شركة عائلية ستدرج أو مدرجة، فالسوق المالية السعودية تتحول لتكون أكبر قناة لتمويل الاقتصاد، وكذلك توظيف مدخرات الأفراد، وهذا يتطلب إضافة لكل ما يتم عمله لتحقيق هذا الهدف أن تعالج أوضاع كل هذه الشركات ويبقى منها الأفضل.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 533
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 624
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 503
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 501
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 489
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 698
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...