الثلاثاء, تشرين1/أكتوير 28, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

منذ النكبة الفلسطينية، وقرار مجلس الأمن بتقسيم أراضي الدولة الفلسطينية إلى دولتين، واحدة يهودية، والأخرى فلسطينية، والفلسطينيون في انقسامات حادة، لا تطابق فيما بينهم في وجهات النظر، ولا وجود لوحدة الكلمة في مواجهة المخطط الدولي لإذابة قضيتهم، وحرمانهم من إقامة دولة لهم على الجزء الذي كان خارج الاحتلال الإسرائيلي.

* *

ظل الفلسطينيون بتنظيماتهم وحركاتهم وأحزابهم وفصائلهم في خلافات، بحسب انتماء وتحالف كل فريق إلى الدول التي تموله، وتفرض عليه سياساتها، ما جعل القضية الفلسطينية، والتعامل معها، أرضاً وبيئة ومصدراً للصراعات بين التوجهات العربية، على حساب مستقبل الدولة الفلسطينية المنشودة، وعلى حساب وحدة الصف بين الفصائل الفلسطينية المتعددة الانتماءات والتوجهات والسياسات.

* *

فعانت القضية، والمطالبة بإيجاد حل يضمن إقامة دولة فلسطينية، ما عانت من المؤامرات الخارجية التي كانت تمر من خلال هذا التمزق والصراعات والخلافات بشأن آليات الحل الشامل والعادل لمعاناة الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير، والإقامة بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، دون منٍّ أو تكرُّم من أي أحد، اعتماداً على حقوقه المشروعة التي أقرتها القوانين الدولية، والقرارات ذات الصلة.

* *

كانت حرب 1967م وما أفرزته من احتلال إسرائيلي للضفة الغربية التي كانت تحت سيطرة الأردن، وقطاع غزة الذي كان يُدار من مصر، قاصمة ظهر الدولة الفلسطينية، ولحلم الفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم الحرة المستقلة، بحدودها الأمنية، فقد كانت الرياح تجري بغير ما كان يتمناه الفلسطينيون والعرب.

* *

الآن يتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بقوة، ويقود مع الرئيس الفرنسي العالم إلى مؤتمر للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد نجح باعتراف 159 دولة بينها دول غربية وازنة كبريطانيا والبرتغال وإسبانيا وكندا وفرنسا، وهو إنجاز على الفلسطينيين البناء عليه، بمنع التصعيد في الخلافات فيما بينهم، والاتفاق على كلمة سواء، تنهي الاحتلال الإسرائيلي البغيض.

* *

للأسف أن اجتماعهم الأخير في القاهرة، وصدور بيان عنه، خلا من وجود منظمة فتح، وغاب عنه التعامل بحكمة مع ما تقتضيه التطورات الأخيرة المتسارعة بعد أحداث السابع من أكتوبر، والأهم أن شكل البيان صيغ بأسلوب عاطفي، لا يعطي إشارات قوية مقنعة على حسن التعامل دون تفريط مع أهم ما يقتضي به الموقف إثر هذا الاجتماع الموسع، بحيث لا يتصادم مع ما تراه الدول الكبرى النافذة، وأيضاً عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

* *

الطريق للتحرير، وإقامة الدولة الفلسطينية، يمر عبر إنهاء الخلافات، إنهاء التبعية للدول، واستثمار هذا الزخم في اعترافات الـ159 بدولة فلسطينية في التأسيس لمنهج جديد، ونهج صادق، في معالجة أسباب تقزيم القضية الفلسطينية، وتشويه صورة الفلسطينيين، وصولاً إلى تحقيق الحلم الجميل الذي نتمناه، مع أن تحقيق ذلك معادلة صعبة ما بقيت الخلافات على ما هي عليه، وما بقيت الفصائل الفلسطينية تأتمر للخارج، وتلبي سياسات الدول، فكل فصيل وما يحققه من مكاسب لحزبه يحدد اتجاه ارتباطه مع الخارج، مع ما في ذلك من أضرار على القضية الكبرى، وعنوانها دولة فلسطينية بحدود آمنة على أراضي حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...