
ترامب بين الوضوح والغموض - خالد بن حمد المالك
خالد بن حمد المالك
الرئيس الأمريكي ترامب يضع المتابع لتصريحاته وقراراته ومواقفه في حيرة من أمره، لا يعرف مدى جديته من هزله، وهل هي مواقف ثابتة أو هي في سياق المناورات وجس نبض خصومه ومعرفة ردود أفعالهم.
* *
رئيس أكبر دولة في العالم يقول اليوم ما يخالف كلامه أمس، ويناقض غداً ما كان قد قاله من قبل، أحياناً يجمع بين الصرامة والذهاب إلى المهادنة، يهدِّد ويتوعَّد بأقسى العبارات، وما يلبث أن يتراجع ويعود إلى الهدوء في تصريحاته.
* *
يضع خصومه بين خيارين إما استخدام القوة أو مساعدتهم على الازدهار، والخيار الأخير يكون بحسب تجاوبهم مع أطروحاته، وتقبلهم لقراراته، لكنه إذا ما قُوبل بالرفض لا يجد حرجاً في طرح بدائل هينة وسهلة لتقريب وجهات النظر.
* *
ترامب حيَّر العالم، وأمريكا لم تشهد رئيساً يماثل هذا الرئيس في مغامراته في أخذ قرارات خطيرة قد تعرِّض مصالح أمريكا للخطر، ولكنه يعتقد أنه يعمل من أجل أن تكون أمريكا عظيمة، منطلقاً من أن أمريكا أولاً.
* *
لهذا لم يفرِّق بين الأعداء والأصدقاء، ولم يعط الأصدقاء ما يميِّزهم في علاقاتهم التاريخية بأمريكا، بل وصفهم بأنهم يستغلون أمريكا مثلهم مثل أعدائها، ولهذا فرض الرسوم الجمركية عليهم، كما فعل مع الأعداء، وهمَّشهم في قضية مباحثات حرب أوكرانيا، وفي المباحثات مع إيران، وفي حرب إسرائيل الدموية في قطاع غزة.
* *
هذا الرئيس لا تستطيع أن تتعرَّف على نواياه في الحاضر، فكيف بك أن تقرأ ما سيفعله في المستقبل، فالتناقضات لديه تُربك من يريد تفسير اتجاهاته، وتُعجز المحلِّلين من الوصول إلى معرفة نواياه المخبأة، كون ما يعلنه بصراحة لا يعني عدم القيام بما يناقضه.
* *
الأخطر في اندفاع الرئيس ترامب، أنه يعرِّض اقتصاد وأمن العالم للخطر، وقد تكون أمريكا من بين المتضرِّرين، لكنه لا يعترف بذلك، ويعتقد أنه ممسكبين يديه بمفاتيح أمن واقتصاد العالم، وأن على العالم أن يتعايش مع أقواله وقراراته، وهو ما لا يمكن أن يتحقق، لأن للقوة العسكرية المضادة حساباتها.
* *
منذ أقل من ثلاثة أشهر، تولى خلالها الرئيس ترامب السلطة في قيادة أمريكا، فأحدث مخاوف لدى العالم بقراراته، ويرى المراقبون أنها تصب في خلق فوضى في العالم، وقد تجر ربما إلى حروب لا مصلحة لأمريكا فيها، حتى أن بعض أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه أعلنوا معارضتهم لكثير من قراراته.
* *
ومن بين أسوأ مواقف البيت الأبيض في عهد ترامب موقفه من حرب إسرائيل للوجود الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، واستيلائها على أراض لبنانية وسورية، ودعمه لتل أبيب في هذه الجرائم.
* *
لقد همَّش ترامب دور أمريكا في تحسين العلاقات الدولية بين دول العالم، وإنهاء النزعات والحروب في المناطق الساخنة من العالم، وبدلاً من ذلك هدَّد بالاستيلاء على قناة بنما، وضم جرينلاند لأمريكا، وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليها، وضم كندا لأمريكا لتكون واحدة من ولاياتها، وما إلى ذلك من قرارات شملت ملفات مهمة.
* *
لقد أربك الرئيس الأمريكي العالم، ودهور الاقتصاد والتجارة الدولية، وخلق أزمات ومخاوف لدى دول كثيرة، ولا يزال يواجه العالم يومياً بقرارات بالغة الخطورة على الأمن والاستقرار، دون أن يفكر بما تتركه قراراته من سلبيات على العالم ودون أن تنجو منها أمريكا نفسها.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...