الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

1- عموم الناس لا تصنف مشاعرها حسب نوعها أو ظروفها أو مبرراتها أو عمق الإحساس بها أو استدامتها، إنما يتم تصنيفها وفق تصنيف بسيط ومباشر، فهي إما مشاعر جيدة أو مشاعر سيئة وكفى! هذا التصنيف السريع مريح في مطلعه لكنه لا يسمح بالتفكير فيه وتحليله، بل إنه قد يجعلنا نتمادى في الانغماس في ذلك الشعور، فإذا كانت مشاعر جيدة مثل مشاعر المتعة والإثارة فسوف نتركها تجتاحنا ونستلذ بالاستغراق فيها إلى حد الإدمان عليها وفقدان القدرة على تركها.. أما إذا كانت مشاعر سيئة كالشعور بالذنب فسوف نجلد ذاتنا ونلوم أنفسنا بشكل حاد قد يسبب الأرق ويحدث القلق وينشئ التوتر إلى آخر تبعات ذلك الشعور البذيء.

2- أيضاً من مشاكل التصنيف البسيط للمشاعر بين جيد وسيئ أنها تعيق الشخص عن فهم حقيقة مشاعره وواقع ما يحس به بلا وعي كامل، وبالتالي تتولد لديه مشاعر مقاومة لأي مواجهة لتلك المشاعر ومحاولة تحييدها، أو ضبط توازنها، أو الوصول إلى ما يسبب ذلك الشعور ومواجهته وضبطه.. وهذا بدوره يراكم تلك المشاعر ويجعلنا نفقد الشعور الأساسي ونغرق في المشاعر الناتجة عنه، بينما الأصل في الشعور الناشئ هو تنبيهنا إلى أمر مهم يمسنا.

3- مهما كان سبب إثارة المشاعر في الإنسان سواء كان سبباً داخلياً أو خارجياً فإن له تأثير على النفس وعلى المحيط، وهذا له تبعات قد تكون سلبية على الشخص ذاته أو على المحيط، من هنا منشأ خطورتها.. ولهذا يجب أن نفهم مشاعرنا بشكل أعمق حتى نستطيع أن نتحكم بها أولاً ومن ثم مواجهتها لحلها بشكل يحمي النفس والمحيط.. حيث يتجاوز أثر فهمنا لمشاعرنا الحماية إلى التأثير الإيجابي في المحيطين بنا، ويزيد من قدرتنا على اختيار أو تحديد الأثر الذي نريد أن نحدثه في الآخرين.

4- المشاعر كالموجة البحرية القوية، لها بداية، ولها قمة، ولها نهاية، وحيث إن لها قمة فلها قاع أيضاً.. كما أن المشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية يثيرها أولاً الحدث، لكن تكبيرها أو تصغيرها يعود إلى طريقة تفكيرنا بها وأسلوب تحليلنا لها، فالحدث بحد ذاته ما هو سوى مثير لتلك المشاعر أما توجيهها فهذا من مسؤوليات عقولنا.

5- أفكارنا ومشاعرنا هي التي توجه أفعالنا، وهي التي تتحكم في علاقاتنا، وهي حالات تصف حال الشخص وواقعه.. فهي تغطي الشق المعرفي والعاطفي والاتصالي والسلوكي، تلك الأربع المكونات هي التي تتحكم في الإنسان وتقود حياته، فجودة تلك المكونات وقوتها ترفع من مكانة الإنسان، ورداءتها أو ضعفها تقلّل من مكانته وجودة حياته.

6- يرى الفلاسفة الإغريق أنه ليست الأحداث بحد ذاتها هي التي تزعجنا، بل أفكارنا حيال تلك الأحداث هي ما يزعجنا.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...