
حراً في حياة غيره؟! - سمر المقرن
سمر المقرن
من المؤسف والمعيب، أن يترك الشخص همومه وانشغالاته وحياته ليسكن حياة الآخرين، فيصبح حراً في حياة غيره، فيظل طول الوقت مهموماً لأن محور حياته الانشغال بغيره، فأصبحوا هم المحرك الأساسي لحياته فيعد حركاتهم وسكناتهم طوال الوقت، فلا يجني إلا عذاب مراقبة الآخرين وتتبع زلاتهم وخطاياهم وهو لا يعلم أنه من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، فلكل إنسان أخطاء والأولى ستر زلاتهم وعدم كشفها، ولو أبصر الإنسان عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس! ومن المثمر، أن ينشغل الإنسان بنفسه وبأفكاره وأحلامه وطموحاته فلا يصبح لديه الوقت أصلاً للانشغال بأحوال الآخرين والتفتيش عن عيوبهم، فمن انشغل بعيوب غيره ضاع عقله! وكما قال أحد الحكماء إن انشغال الشخص بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يستر بها عيوبه هو شخصياً وسوءاته، وكما قال: (ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت فأنت حكيم).. أجمل شيء أن ينشغل الإنسان بالعمل على نفسه وتطويرها فلا يلتفت بتتبع أحوال الآخرين ما قالوا وما فعلوا ما أضحكهم وما أبكاهم، وما لبسوا وما أكلوا وما اشتروا وما ركبوا من سيارات ..... إلخ فهو بذلك كمن يستنزف حياته وطاقته وقلبه ويهب نفسه للعدم كمن يبسط كفيه للماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه! كما أن بداية نجاح الإنسان وتقدمه في حياته بعد هجر الانشغال بالآخرين، ألا يحمل ضغينة للغير أو يتمني له التعثّر في حياته، لأنه في غمرة ذلك يهمل نفسه وذاته ويحرم روحه من التطور والرقي!
خلاصة القول، إن من يراقب الآخرين لا يجني انشغال باله وخسارته فقط، بل ويصبح مكروهاً من الناس بغيضاً لا يطيقه أحد ولا يقترب منه أحد هذا عدا ثقة الآخرين التي يفقدها، ويبتعدوا عنه بعد المشرقين فالاقتراب من هذه النوعية خطر مميت لأنهم يفسدون حياة الآخرين حقداً وحسداً وبغضاً وكراهية، ولن يقترب منه ويصفق له إلا أمثاله ومن هم على شاكلته!
بقي التأكيد على أن سلامة القلب وإغلاق باب الكراهية بالابتعاد عن الانشغال بالناس والعمل على تطوير النفس وتحقيق طموحاتها وأحلامها بمعرفة العيوب الشخصية ومحاولة تداركها وبالاستماع للقول واتباع أحسنه وأفضله، وعندئذ يطور الإنسان من أدواته الشخصية ويحاول الإصلاح من عيوبها فيحقق نجاحاً في حياته الخاصة والعامة، ويفيد نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه كما يحصد السلام النفسي وحب الجميع وهي مكاسب عظيمة جداً يحققها كثمرة طبيعية لعدم الانشغال بغيره!
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 520
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...