الأحد, تشرين2/نوفمبر 16, 2025

All the News That's Fit to Print

سمر المقرن

الحسد ليس مجرد شعورٍ عابر، بل داءٌ يسكن النفوس حين تغيب عنها فضيلة الرضا. هو نارٌ خفيةٌ تشتعل في صدر صاحبها، تأكل راحته قبل أن تمسّ أحدًا سواه، وتجعله يعيش في صراعٍ دائمٍ بين ما يملك وما يتمنّى أن يملك.

الحاسد يعيش عمره في معركةٍ مع الأقدار، يرى النعمة في غيره نقصًا في نصيبه، وينسى أن الله يقسّم الأرزاق بحكمةٍ لا تدركها العيون المرهقة بالحسد. كلّ نجاحٍ عند غيره يُوجعه، وكلّ ابتسامةٍ يراها تُذكّره بعجزه عن الفرح. فيغدو أسيرًا لنظراته، يطارد الناس في خياله، ويغفل أن المرض الحقيقي يسكنه هو.

المحسود قد يتأذّى للحظة، لكن الحاسد يتأذّى عمرًا. فالمحسود يجد سكينته في يقينه ودعائه، أما الحاسد فيبيت على نارٍ من الغيرة لا تهدأ. يظن أن الحسد يُنقص من غيره، وهو في الحقيقة يُنقص من نفسه، من صفائها ومن علاقتها بخالقها.

الحسد يُغلق أبواب البركة، ويعمي البصيرة عن رؤية الجميل في الحياة. من يحسد، لا يرى إلا ما يفتقده، فيحرم نفسه من الشكر، ومن لذة القناعة، ومن هدوء القلب الذي لا يُشترى.

وليس دواء هذا الداء إلا في أن يعود الإنسان إلى قلبه، فينظّفه من المقارنة، ويربّيه على الامتنان. أن يدعو لغيره بالبركة كما يتمنى لنفسه، وأن يوقن أن النور الذي في الآخرين لا يُطفئ نوره، بل يذكّره أن الضوء متاح للجميع.

فالرضا ليس ضعفًا، بل نجاة. ومن شُفي من الحسد، فقد شُفي من داءٍ يُتعب الأرواح ويُطفئ العمر ببطء.

فليحمِ الله قلوبنا من داء النفوس، وليملأها بحب الخير كما يملأ الصباح بالضياء.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...