الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

محمد بن عيسى الكنعان

العالم اليوم ينظر إلى المملكة العربية السعودية متسائلاً: لماذا الأمريكان والروس اختاروا الرياض لعقد قمتهم للسلام بشأن تحسين وتطبيع العلاقات بين الدولتين خاصةً أن هناك دولاً أخرى لها اعتبار دولي وعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وروسيا، كالصين والهند وتركيا واليابان وغيرها مع غض النظر عن الدول الأوروبية كونها طرفًا في النزاع الأوكراني الروسي. لا شك أن القواسم المشتركة أو الخصائص الدولية قد تتشابه بين الدول وربما تتطابق، إلا أن هناك فروقات خاصة أو إضافية تُمايز هذه الدولة عن تلك، وبتقديري أن الرغبة الأمريكية والروسية جاءت مجتمعة بناءً على علاقة البلدين التاريخية والإستراتيجية بالمملكة، وما تتميز به المملكة من خصائص ذاتية واعتبارات دولية تفوق بها غيرها، أبرزها المكانة العالمية التي تتمتع بها السعودية بحكم استقرارها السياسي وثقلها الاقتصادي عالميًا، إلى جانب الثقة والمصداقية الدولية التي تعكس تحركاتها ومشاركاتها في المحافل والقمم الإقليمية والدولية، فهي دولة لا تتلون، ولا تتحايل، فسياستها واضحة، وخطواتها ثابتة، ومتزنة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه -، كما تتميز بالحيادية السياسية التي تحكم مواقفها وتعكس تصريحاتها، وهي تتعامل بمسؤولية عالية واهتمام كبير، لذا هي تقف على مسافة واحدة من الجميع عند القضايا والأزمات، سواءً كانت إقليمية أو دولية بغض النظر عن طبيعة علاقاتها الثنائية. كذلك تتميز بالتأثير الدولي الواضح، فليست دولة وظيفية، أو بلدًا هامشيًا؛ إنما قيادية لعالمها الإسلامي، ومحورية في منطقتها الشرق أوسطية، ومركزية في محيطها العربي، وعمق إستراتيجي لجوارها الخليجي. ناهيك عن قدرتها الواسعة وخبرتها المتراكمة في حل النزاعات وعقد القمم الدولية الكبرى. هذه المميزات ترسخت في مسيرتها التاريخية، وممارساتها العالمية بفضل الله ثم قيادتها الحكيمة منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله-، حتى إن صحيفة L Express الفرنسية قالت: «محمد بن سلمان يحمل مفتاح الشرق الأوسط» كدلالة على القوة والهيمنة والقيادة.

كل ذلك؛ يؤكد أن السعودية دولة كبيرة ومهمة لها دور فاعل وملموس في النزاعات والقضايا الدولية، فهي حليف موثوق، وشريك سلام حقيقي، يستطيع أن يجمع الشرق بالغرب؛ لهذا كانت قمة السلام بين الولايات المتحدة وروسيا باستضافة المملكة وحضور أوكرانيا. وهذا ما عبَّر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن المملكة مكان مناسب ومريح لعقد القمة ويثقون بها، مشيدين بالوقت نفسه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله-، كما أن الاستضافة تبرهن على قوة الدبلوماسية السعودية عالميًا، وقدرتها ليس على جمع الأطراف المتنازعة أو المختلفة، إنما لعب دور الوسيط المحايد والفعَّال في تقريب وجهات النظر نحو الاتفاق المرضي. إن عقد قمة السلام بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية يُضاف إلى رصيد المملكة في العمل السياسي المتقن والدبلوماسي المؤثِّر، وفي الوقت نفسه يعكس صورة إيجابية عن العرب ودورهم في القضايا والأزمات الدولية. وفي هذا الصدد يحضرني بعض كلمات الشاعر فهد المساعد، يقول فيها:

كونوا لها فبكم تكون

بلدٌ ثراها من نعيم

قدرٌ لكم أن تخلقون

عظماء من بلد عظيم

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...