رونالدو ليس اللاعب الذي لا يطرد! - عبد العزيز الهدلق
عبد العزيز الهدلق
لاشك أن تواجد الأسطورة العالمية كريستيانو رونالدو في الدوري السعودي قد منح هذا الدوري بعداً عالمياً من حيث التعريف والاهتمام والمتابعة، لما لهذا اللاعب من مكانة وتاريخ في كرة القدم العالمية. ولما له من جماهيرية طاغيةً حول العالم. وساهم تواجده في منح مشروع التطوير الرياضي السعودية دفعة مهمة حيث توالى بعد مجيئه حضور العديد من الأسماء العالمية التي توزعت بين جميع الأندية السعودية.
ولا يمكن التقليل من قيمة ومكانة رونالدو أو إسهاماته الترويجية للمشروع الرياضي السعودي.
وكل جهوده الترويجية والتسويقية وإسهاماته في ذلك تمت بمقابل، وليست مجانيّة، وبالتالي فالفضل للسعودية عليه، وليس له على السعودية.
ومن هنا يجب الفصل بين رونالدو المسوق الذي استلم حقوقه كاملة، ورونالدو اللاعب الذي يتنافس في الميادين مع ناديه وأمام الأندية الأخرى.
فرونالدو في الملعب لا يمكن أن يحظى بأي ميزة تفضيلية عن بقية اللاعبين سوى ما يقدمه بمجهوده فقط! أما محاولات إرضائه، وعدم إزعاجه، ومنحه مساحة حرية ليفعل ما يريد لا تمنح لغيره، وجعله اللاعب الذي لا يخسر لمجرد أنه مسوق لمشروع التطوير الرياضي السعودي فهذا مالا يمكن قبوله، حتى من قيادات المشروع الرياضي، لأن في ذلك تداخل في الأدوار والمهام والوظائف المطلوبة من رونالدو، وفيها انقلاب في موازين العدالة داخل الملاعب.
فهو في الملعب يجب أن يعامل سواء بسواء مع أي لاعب آخر. ولا يجب أن يعامل بأي معاملة فيها تفضيل، أو مجاملة، أو اعتبار لنجوميته العالمية، أو لدوره التسويقي للمشروع الرياضي مدفوع القيمة. وعندما يعامل رونالدو كذلك فإن هذا يمنح منافساتنا الكروية التي يراها ويراقبها العالم زخماً كبيراً في النزاهة، ويعزز قيم التنافس الرياضي الشريف في ملاعبنا.
ونحن نعلم أن هناك من يحاول أن يصنع لرونالدو أجواء مختلفة وتعاملا مختلفا خلال المباريات، ويحاول أن يجعله يحظى بمعاملة خاصة من حكام المباريات!! وهو نفسه يحاول أن يحصل على تلك المكتسبات بفرض شخصيته على الحكام ومجادلته لهم، وهو سلوك طبيعي لأي لاعب كرة في ظل الحماس والاندفاع يرغب في الحصول على كل شيء لصالحه، ولكن ميزان العدالة الموجود لدى حكام المباريات يجب أن يكون حاضراً ولا يميل أو يهتز.
ورغم أن رونالدو يحاول فرض شخصيته على الحكام بالقوة ومجادلتهم إلى درجة التجاوز والتطاول عليهم من أجل الحصول على ميزة خاصة في التعامل، كالحصول على ضربة جزاء، أو منع بطاقة صفراء أو حمراء مستحقة، وهو بالمناسبة ينجح في ذلك كثيراً. لأنه يعرف بخبرته الطويلة في الملاعب أنه عندما يقوم بتلك السلوكيات فإنه يهز شخصية الحكم، ويفقده الثقة في نفسه، والقدرة على تقدير المواقف بشكل سليم، فيصبح رونالدو هو الذي يسيطر على الحكم طوال المباراة وليس العكس.
وقد رأينا حكاماً يستحقون الشفقة وهم يبدون مرتعشين ومهزوزين أمام سطوة رونالدو و يعجزون عن التصرف أمام تجاوزاته، ويترددون في اتخاذ القرارات، ويجبنون عن حماية شخصياتهم، وحماية القانون الذي دخلوا الملعب من أجل تطبيقه.
وما حدث له في مباراته الأخيرة مع منتخب بلاده في مباراته أمام أيرلندا عندما تعرض للطرد بالبطاقة الحمراء، لتعمده ضرب المدافع الأيرلندي بمرفقه كان دراساً نموذجياً للحكام الذين يخشون مواجهته بالقانون، ويترددون في معاملته كاللاعبين الآخرين سواء بإبراز البطاقة الصفراء أو الحمراء له إذا ما استوجب الموقف العدلي ذلك.
لقد تعامل الحكم السويدي غلين نيبيرغ الذي قاد مباراة البرتغال وايرلندا مع الخطأ الذي ارتكبه رونالدو كما يجب أن يكون عليه الحكم العادل الشجاع الواثق مع نفسه. وساعده في ذلك حكم الفديو (الفار) الذي قدم له مجموعة لقطات واضحة من مختلف الجوانب جعلته يتخذ قراره وهو مرتاح الضمير. وليس كما فعل غيره بتقديم لقطة مبتورة ليجبر الحكم على اتخاذ قرار موجه.!
ولعلنا نتذكر كيف تعامل الحكم محمد الهويش مع رونالدو في بطولة السوبر بأبوظبي قبل موسمين عندما رفع في وجهه البطاقة الحمراء المستحقة بنص القانون!! وكيف تم إبعاده بعدها مباشرة ليعود مؤخراً ضعيف الشخصية مهزوز القرارات! وكأن لجنة الحكام غير راضية عن تطبيق القانون أمام رونالدو!!
إن الفارق بين الحكم السويدي غلين نيبيرغ وبعض حكم دورينا المهزوزين ليس الذمة ولا الضمير، فحكامنا المحليون لديهم في هذا الجانب ماهو أقوى وأكبر من أولئك الأجانب، ولكن الفارق هو في قوة الشخصية، وعدم الاهتزاز والرهبة والتردد في اتخاذ القرارات. فإذا استطاعت لجنة الحكام زرع تلك القيم لدى الحكم المحلي وتنميتها فهي بذلك تصنع جيلاً من الحكام المتميزين.!! ولكن هيهات هيهات، كيف نتطلع من لجنة الحكام أن تفعل ذلك وهي تعاقبهم على قوة شخصياتهم، وعلى تطبيقهم الحازم للقانون مثلما فعلت مع الهويش بعد حادثة أبوظبي الشهيرة.!!
زوايا..
** يحاول كثير من النصراويين إخراج كريستيانو رونالدو من تكاليف الدعم الذي تلقاه ناديهم بقولهم أنه «مشروع دولة» يتجاوز المستطيل الأخضر و يتجاوز النادي الذي يمثله!!
وهذا تلبيس على المتلقي، وتدليس حذرنا منه كثيراً.
فالدولة أعزها الله هي التي دعمت ومولت كل الصفقات سواء كريستيانو رونالدو أو غيره من اللاعبين الأجانب عبر برامج مختلفة. ولا يمكن إخراج أحدهم أو استثناءه من دعم الدولة الموجه لكل الأندية لأنه جاء من خلال برنامج مختلف.
** وجود كريستيانو رونالدو في دورينا يمثل أكبر تحدٍ أمام الحكام المحليين لإثبات قدراتهم و جداراتهم التحكيمية، واختبار قوة الشخصية لديهم، والثبات وعدم الاهتزاز، أو التردد والارتعاش في اتخاذ القرارات.
** تغيير نظام اللاعبين الأجانب المواليد لا يلحق ضرراً بأي فريق، ولا يؤثر على عدالة المنافسة، ولكنه يرفع الضرر عن بعض الأندية، ومن يعارض تغيير النظام يرغب في استمرار الضرر على تلك الأندية.! ومن يزعم أن التغيير يؤثر على عدالة المنافسة، فهو يرى أن الإضرار بالأندية الأخرى هو عدالة المنافسة.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 534
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 625
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 504
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 502
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 490
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 700
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...