الأحد, حزيران/يونيو 15, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

بينما أجمع السوريون والعرب والعالم الحر على احترام موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باستجابته لطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برفع العقوبات عن سوريا، وتثمين هذا الموقف للرئيس وولي العهد، فقد صدم الجميع بموقف وزير خارجية أمريكا حين طالب بأن تقود الولايات المتحدة السياسة السورية من القاعدة إلى القمة، وإلى أن يكون لها أيضاً حصة في تعيين المسؤولين في سوريا.

* *

هذا لو تم بمثابة استعمار جديد، يستغل فيه وزير خارجية أمريكا الوضع غير المستقر في سوريا، ومرحلة التحول بعد نظام الأسد، وما يصاحبها حالياً من تحديات ليطرح مثل هذا التصور للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية العربية السورية، وكأن أمريكا أمام مرحلة تقسيم لسوريا، وتحدد بهذا الكلام حصتها في الدولة.

* *

يعرف الوزير الأمريكي أن هذا غير ممكن، لا لأمريكا ولا لأي دولة أخرى، وأن من يحكم سوريا، لن يقبل بها إلا أنها دولة مستقلة وموحَّدة وذات سيادة، مع فتح الباب للتعاون والشراكات، وبناء أوثق العلاقات مع أمريكا التي جاء رفع عقوباتها على النظام السابق دافعاً لتقوم الدول الأوروبية هي الأخرى برفع العقوبات.

* *

سوريا تحتاج من أمريكا إلى مساعدتها في وقف التهديد الإسرائيلي لوحدة أراضيها، وإلزامها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها مؤخراً، ورفع يدها عن دعم فئة من السوريين ضد النظام الشرعي للدولة، والقضاء على بقايا ما خلفه النظام السابق من عناصر إرهابية، وخروج العناصر الأجنبية، والتخلّص من السلاح المنفلت، ومحاصرة مصانع ومروِّجي المخدرات، أكثر من المطالبة بحصة في حكم سوريا.

* *

لعل الوزير الأمريكي ربما أنه لم يكن جاداً في قوله، أو أنها زلة لسان، لأن هذا التوجه يتناقض تماماً مع رفع الرئيس الأمريكي للعقوبات، ومع حديثه الإيجابي عن الرئيس السوري أحمد الشرع، وعن دعمه لسوريا لتكون دولة متعافية من التحديات، والمحن، والإذلال، الذي مرَّ به الشعب السوري الشقيق خلال حكم حافظ الأسد، ومن بعده ابنه بشار الأسد، وهو حق مشروع، كما هو حق لكل الشعوب في العالم.

* *

إن مثل هذه التصريحات السلبية هي ما يساعد على الإخلال بالأمن في سوريا، ووجود اضطرابات في بعض المناطق، وهي من بعض الفئات السورية للتمرد على القوانين والسلم في الدولة، وتالياً سوف يؤثِّر ذلك على الاستقرار في المنطقة، وجر دولها إلى نزاعات لا تخدم ما ينبغي أن تقوم به واشنطن من عون ودعم للاستقرار والتهدئة في منطقة تواجه الكثير من المؤامرات الخارجية على أمنها واستقرارها.

* *

دخول إسرائيل على الخط للتأثير على المستقبل الإيجابي لسوريا، بدعم الدروز السوريين، وإعلانها عن حمايتهم ضد ما تدعيه من أكاذيب عن موقف النظام السوري منهم، واحتلالها للأراضي السورية في الجنوب، وغاراتها على المراكز والمواقع العسكرية، وتدمير الأسلحة والمنشآت العسكرية، دون وجود مظاهر تهديد لإسرائيل، أو تعرضها لأي إطلاق نار من الجانب السوري، هو ما ينبغي على أمريكا أن تتدخل به، وتمنع حليفتها إسرائيل من التمادي في خلق نزاع مع سوريا، رغم عدم وجود رد مشروع من دمشق.

* *

لقد تركت زيارة الرئيس ترمب للمملكة وقطر والإمارات انطباعاً مفرحاً إثر تجاوبه مع طلب الأمير محمد بن سلمان في رفع العقوبات عن سوريا، وكذلك تصريحاته المحبة لقادة وشعوب المنطقة، وما تم في الزيارة من اتفاقيات بين أمريكا من جهة وكل دولة من الدول الثلاث من جهة أخرى لصالح الجميع، وبالتالي فلا ينبغي أن تُخرّب هذه الصورة الجميلة عن الزيارة التاريخية، أو أن تعطي لأعداء أمريكا والمملكة والدول العربية الخليجية فرصة للمساس بهذه العلاقات التي تضرب جذورها في التاريخ.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...