الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

على مدى فترتي حافظ الأسد وابنه بشار الأسد اللتين امتدتا لعقود، احتلت إسرائيل أراضي سورية في مرتفعات الجولان، ولم تطلق سوريا طلقة واحدة لاستعادة أراضيها المحتلة، بل ظلت العلاقات السورية الإسرائيلية تتمتع بالهدوء والمهادنة والتفاهم على قبول عدم قيام إسرائيل بأي اعتداءات على الأراضي السورية.

* *

وكان واضحاً أن هناك تفاهمات بين الجانبين، وأن هناك شكوكاً تتحدث عن أن لقاءات ربما كانت تجري بين الجانبين لمنع أي اختراقات من أي طرف، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، دون أي حديث ولو همساً عن الأراضي السورية المحتلة، حتى وإسرائيل تأخذ بقرار ضمها إلى الأراضي الإسرائيلية، واعتراف أمريكا بحق إسرائيل في اعتبارها أراضي إسرائيلية.

* *

بعد سقوط نظام بشار الأسد، وانتهاء عهد حزب البعث، ومعه أسرة الأسد العلوية، وقيام نظام وطني سوري جديد، تحركت إسرائيل على الفور، فاحتلت أراضي جديدة، وتواصلت ضرباتها للقواعد العسكرية، وأماكن تخزين الأسلحة، وأينما كانت هناك قوة لدى النظام الجديد، مع أن هذه الأسلحة والمعدات العسكرية كانت موجودة خلال نظام الأسد وآلت للنظام الجديد، لكنها في العهد السابق كما لو أنها كانت في حراسة إسرائيل.

* *

سوريا في العهد الجديد، لم تطلق رصاصة واحدة، ولم تهدد إسرائيل، ولم تقل كلاماً لا ترضى عنه تل أبيب، فهي منشغلة أساساً بترتيب وضع الدولة مع التحول الذي تم سريعاً، خصوصاً مع وجود فلول من النظام السابق يحاول أفرادها إرباك الدولة، وإشغالها عن مهامها الرئيسية، فما الذي دعا إسرائيل إلى القيام بهذه الاعتداءات والاحتلال، ومحاولة تفريغ سوريا من أي قوة عسكرية وأسلحة للدفاع عن نفسها؟.

* *

يقول الإسرائيليون: إن سيطرة الثورة السورية على ما كان لدى النظام السابق من معدات وأسلحة وقدرات عسكرية يهدد أمن إسرائيل، وأن ما تقوم به تل أبيب من عدوان ممنهج الهدف منه حماية إسرائيل من النوايا السورية المستقبلية المبيتة ضدها، وهو تخوف يُبنى على الظن والخوف والذعر دون مبرر، فإسرائيل الأكثر تفوقاً عسكرياً، ومدعومة من أمريكا والغرب، وفي كل حروبها مع العرب كانت هذه الدول مع إسرائيل أطرافاً في الحروب لصالح العدو الإسرائيلي.

* *

اللافت للنظر، المؤلم حقاً، أن تُعطى تل أبيب الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء من قتل وتدمير واحتلال، وأن تُبرر لها أفعالها هذه، ولا يقال لها إن هناك قوانين وأنظمة واتفاقيات ومجلس أمن ومحاكم دولية لا تسمح لها بما تقوم به من عدوان واحتلال، وهذه المؤامرة الدولية ليست فقط على فلسطين، وإنما على كثير من الدول العربية، بعض فصولها معلن، والأخرى يلفُّه الغموض، أو أنه لم يحن وقت الإعلان عنه.

* *

وليس أمام العرب - مع الأسف الشديد- ما هو مطروح للتصدي لهذه المؤامرة، فالجامعة العربية منذ تأسيسها وإلى اليوم لم تجمع العرب، كما هي تطلعات من بادروا بتأسيسها على كلمة واحدة، وإلى موقف ينهي هذا التخاذل والضعف، ووجود خلافات بين دولها، ما جعل السودان وليبيا ولبنان واليمن وسوريا والعراق وتونس وغيرها في حال غير مستقر، وإن تفاوتت النسبة في ذلك بين دولة وأخرى.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...