شخصية المرأة أقوى من الرجل - عثمان بن حمد أباالخيل

عثمان بن حمد أباالخيل

ليستْ القوّة قوة العضلات فهناك اختلاف كثير بين قوة الرجل والمرأة. فالرجل أقوى من المرأة لكن ليستْ هذه القوة التي أقصدها. هناك قوى أخرى منها قوة الاحتمال والصبر والإرادة والحب والحنان والمقاومة ورجاحة العقل والإحساس المرهف والعاطفة، قال تعالى في كتابه الكريم: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى) سورة آل عمران - الآية رقم (36).

فالمرأة رقيقة المشاعر ومرهفة الإحساس جامعة الحب والحنان تمر بلحظات ضعف واحتياج للغير. هناك اختلافات جسدية بين الرجل والمرأة ومنها قلب الرجل أكبر من قلب المرأة حجماً وأثقل وزناً، وشرايين الرجل وأوردته أوسع من شرايين المرأة، وحائطها أسمك من حوائط الأوعية الدموية عند المرأة، ونبض الرجل ينقص في دقاته عن نبض المرأة، الرجل يستخدم الجانب الأيسر من مخه، أما المرأة فتستخدم الجانب الأيمن من مخها. يقول أرسطو (عظمة المرأة في قلبها) و(المرأة العظيمة هي التي تُعلمنا كيف نُحب عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي، وكيف نبتسم عندما نتألم).

المرأة أقوى من الرجل حيث إن الرجل عادة ما يستخدم عقله قبل عاطفته، وذلك باللجوء إلى التفكير والاستنتاج والتحليل، بينما المرأة غالباً ما تستخدم عاطفتها قبل عقلها وذلك من خلال الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم. إضافة إلى أن الدراسات الحديثة كشفت أموراً كثيرة تنسف معظم تلك المعتقدات، فقد أكدت أن ذاكرة المرأة أقوى من ذاكرة الرجل؛ والسبب يعود لكون دماغها قد خلق ليشعر ويتذكر الأحاسيس بدقة أكثر من دماغ الرجل. يقولون: قوة المرأة في دموعها.. وهي قوة لا تقهر.. وقد وصفها توفيق الحكيم بالقول: المرأة كالطبيعة.. في يديها عبقريتان، عبقرية الفناء، وعبقرية البناء. إن سر قوة المرأة يكمن في قدرتها الجسمانية على التحمل ومواجهة الأزمات والمواقف التي تتحملها مثل العاطفية والنفسية والولادة وهذه وحدها تكفي. وليس هناك تنافر بين قوة المرأة وأنوثتها. والمرأة قوية الذاكرة فهي لا تنسي الخلافات الزوجية ووعود الهدايا، فقد وجد الباحثون أن دماغ المرأة خلق ليشعر ويتذكر الأحاسيس بدقة أكثر من دماغ الرجل؛ بسبب الارتباط بين السلوك المعرفي والهيكلية الدماغية التي تنشط عندما تتعرض للاستثارة العاطفية.

لستُ متحاملاً على الرجل، ولست بعيداً عن الصواب فهو الصواب كله. قوة شخصية المرأة بشخصيتها القيادية تجعلها تتبوأ أعلى المناصب القيادية في معظم دول العالم وفي مملكتنا الغالية أثبتت ذلك. والأمثلة السعودية والدولية كثيرة.

ترى هل قوة شخصيتها تُنفر الرجل أم تُكمل العلاقات الإنسانية. إن قوة الشخصية لا تفرق بين المرأة والرجل فهي مرتبطة بالإنسان، وقوة الشخصية لا تعني الخشونة في التعامل مع الآخرين، بل هي كيف تقنع الآخرين برأيك دون إملاءات. وقوة المرأة تكمن في التعبير عن الذات فهي تعرف ماذا تريد وكيف تتكلم عن نفسها، وكيف تصل إلى ما تريد. أتساءل لماذا حين يقال عن الرجل إنه ذو شخصية قوية فهذا أمر إيجابي والعكس حين تكون المرأة شخصية قوية فهذا أمر سلبي. تناقض في التعامل مع الإنسان. فهل قوة الشخصية للرجل أما المرأة فلا، أليس هذا مجتمعاً ذكورياً. وإن المرأة ذات الشخصية القوية والذكية هي نعمة للرجل، فهي تقف إلى جانبه وربما تكون ملهمة في قرارته وما أكثر من يستعين بزوجته. لماذا لا تكتمل الصورة وتكون واضحة فالرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض وليس بينهما تنافر. المرأة قوية الشخصية صمام أمان للجميع.