الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

رمضان جريدي العنزي

قلت لصاحبي حميد سنسافر ونقطع المسافات الطويلة، حيث المكان هادئ وممتع ويدعو للتأمل والاسترخاء، حيث العشب والزهر ومدارج الماء، الشمس إذا ظهرت أو انحدرت هناك كأنها لوحة فاتنة تصيبك بالعجب والدهشة، منظر العشب المتنوع في الصحراء وبمحاذاة الطريق لوحة أخاذة، تنعش الروح، وتوقظ القلب، وتنقل الإنسان لحالة مغايرة، في البلدة الصغيرة تشعر بالراحة والهدوء بعيداَ عن زحام المدينة وضجيجها، منظر الشجر هناك يأخذك حيث اللامنتهى، قلت لصاحبي حميد سنرحل حيث الأرض البكر، ومزارع التفاح والدراق والعنب، سنوقد السراج هناك، سنداوي العمر بعد أن أتعبنا العمل الطويل، معاَ سنسترجع الماضي التليد، قصائد الشوق، وقصص الضنا، لنريح أنفسنا من آلام التعب، سنرسم لظلنا الرقيق مساند من صلب حتى لا يقع، سنمشي طويلاَ نحو البلدة الصغيرة التي تنعم بالسكينة وبالهدوء، سنغرق في لغة الذاكرة، واسترجاع الماضي العتيد، سنلج الدروب العتيمة، والتواءات الماضي العتيق، حيث النافذة، والغرفة المطلية بألوان متنافرة، وموقد النار في الشتاءات الباردة، والثلج حين يحط، ومنظر القطا والغدير، وصوت (التكركتر) حين يسير في الدروب الضيقة، سننبش صور الماضي ونوقظ رائحته، سنصعد مع الذكريات كبخار الفجر، سنعيد لأسماعنا المواويل العتيقة، والهجيني وحداء الرعاة، وخبز أمهاتنا في الصباحات الباكرة، سننتشي عطر (أبو عصفورين)، ونبحث عن زير الماء، وعن مخدة القطن، وعن لحاف الصوف، والشرشف الرقيق، و(الدوشق) الأنيق، و(المهفة)، والزرب والحصير، والقربة والقطبة، سنحلق طويلا حتى تصبح أجسادنا مثل عصفورين صغيرين، سنظل ننحدر من تل، لسهل، لطريق، سنقتحم الأسوار، ونمنح لأنفسنا أحقية الراحة، وصلاحيتنا في هذا الشأن مطلقة، سنبحث بحذر عن عشبة وقمر، وسنخفق بأجنحتنا لأسراب الطيور التي تمر بمحاذاتنا، سنضفر جدائل الضجر بقصائد من حنين، سنحاول أن نقتنص لحظة مارقة لنوقد القنديل في الحجرة المظلمة التي انطفأت أنوارها، فليس عدلا أن نتسامر من غير قنديل، نرتل بعدها أذكار وأدعية، وننام حتى يؤذن مؤذن الفجر، نصلي ونشرب بعدها فنجان قهوة كي نفيق ونطرد الوسن.

هو العمر يسير سريعا مثل طائرة نفاذة، أو لحظة عابرة، من ربيع، لشتاء، لخريف، مع صاحبي حميد سبرنا أغوار الماضي الدفين، محاولين تفكيك جزيئياته وتكوين لغة شاعرية جديدة، تحوي تراكيب وعناصر مغايرة، هو السفر يوقظ القلب، ويملأ الذاكرة بصور فريدة، يعالج الظمأ، ويرد للروح العافية، هو السفر مع صاحب أنيق يحيلك لإنسان آخر غير الذي أنت، لتعود من تلك الرحلة بروح ثانية، وذكريات خالدة، تستقر في الوجدان والذاكرة.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...