الثلاثاء, حزيران/يونيو 17, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن عبدالرحمن الذييب

الإنسان حر في قرارته، وقدرته على اتخاذ القرارات تظهر من خلال ردة فعله ناحية الأزمات، وناحية الفعل الذي يتأثر به، الحياة ليست نزهة، بل هي كَبَد مستمر تتجلى فيها قدرة الإنسان في اتخاذ ردات الفعل تجاه أي فعل؛ سواء كان سلبيا أم إيجابيا، وكما قال روسو: «إذا ما طردت من شجرة مثلاً، أمكنني أن أذهب إلى أخرى»، نعم ما الذي يمنعك من التنقل من مكان إلى آخر، من يجبرك على سلوك لا تريده ووضع لا يرضيك، لا أحد..

أنت فقط من يرضى بأن تكون ما يرضون، وأن تخضع لما يخضعون، أما هم فسعداء بأنك راضٍ بما يريدون، وخاضع لما يخضعون. من الذي يمنعك من اتخاذ قرار آخر مقابل ما يصل لك من قرارات، ما الذي يمنعك من قول «لا»، إن أردت قولها يوماً ما، لا أحد، هي كلمة على لسانك إن شئت قلتها وإن شئت خجلت من قولها وحفظتها.

كل ما يحصل لنا في هذه الحياة عبارة عن قرارات اتخذها أحدهم في مكان ما، وفي وقت ما، وبناء عليه ستتخذ قراراً بناء على ذاك القرار كردة فعل على لحظة ما. هذه القرارات التي اتخذتها كردة فعل لقرار غيرك ستكون فعلاً وقراراً بل وربما قدراً يؤثر في شخص آخر في محيطك أو محيط أوسع من محيطك يتعامل معها كردة فعل، فهي دائرة موجية لها ارتدادات على محيط أوسع يبدأ من نقطة الارتكاز، مثلها مثل الحجر الذي يُرمى وسط المياه الراكدة، فالأثر الأكبر يكون على المحيط الأقرب، ثم يتأثر بذلك المحيط الأبعد بدرجة أقل في حالة تناسب طردي بين المسافة ودرجة التأثير، فكلما اقتربت أكثر من مركز القرار اقترب منك التأثير، وكلما ابتعدت قل التأثير.

وما بين الفعل وردة الفعل تمضي حياتنا نتأثر ونؤثر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، صدقني يا من تقرأ كلنا مؤثرون، كلنا نؤثر في أحد ما، وفي شخص ما، ومتأثرون بشخص ما أو ربما أشخاص أخرين، هذا التأثر ليس شرطاً طوعياً نتيجة إعجاب أو اتخاذ قدوة، بل أحياناً يكون تأثيراً لا نريده، تأثيراً مرغمين عليه نتيجة سلطة أعلى أو قوة أكبر.

أخيراً..

لا تقلل من أثر قرار، فعل، مقال، أو حتى تغريدة. فربما تغريدة تكتب في مكان الآن قد تؤدي إلى إلحاد شخص بعد عقد من الزمان.

ما بعد أخيراً..

بعض القرارات.. بداية صعود.

وبعضها.. طلقات نارية.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...