
عالم مشاهير المؤثرين بلا وجه - عبدالرحمن الحبيب
عبدالرحمن الحبيب
من الطبيعي أن مشاهير المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي يبذلون جهداً لا يلين في وضع نشاطاتهم في دائرة الضوء، فتجد صور أشهرهم في توجهات (ترندات) هذه الوسائل الخاص بك، إنما الغريب أن نوعاً جديداً (أو صرعة) من المؤثرين يقلبون هذا النموذج رأساً على عقب، ظهر مع نهاية عام 2023؛ إنهم المؤثرون بلا وجه الذين صاروا مؤخراً يجتذبون ملايين المتابعين ويغزون وسائل التواصل الاجتماعي بهدوء، ويحولون إخفاء هويتهم إلى مكاسب تجارية؛ فقد اجتاحت هذه الشخصيات الغامضة عالم الإنترنت خاصة في انستجرام ويوتيوب.
بداية، من هم المؤثرون بلا وجه (Faceless)؟ هم شخصيات بنت علامة تجارية قوية دون الكشف عن هويتها أو وجهها، إنما يركزون على بناء علامة تجارية حول تخصص محدد بدلاً من شخصيتهم، وقد يُعرفون بخبرتهم ومعرفتهم في مجالهم؛ ويحققون دخلاً من علامتهم التجارية عبر تقديم الاستشارات والتدريب والدورات الإلكترونية، إذ يعقدون شراكات كبرى مع العلامات التجارية، وفي بعض الحالات، يجنون مئات الآلاف من الدولارات سنويًا من الإيرادات.
إن فنَّهم عادة ما يكون هادئاً وبسيطاً ومنزليا، فتجد في هذه الحسابات مشهد الأيدي ذات الأظافر اللامعة والمُشذبة تمسك بالقهوة المثلجة، وتجد شخصيات غير مميزة تسترخي في غرف نوم مريحة، وقد تستخدم هذه الحسابات رسومات رائعة، أو تعليقات توضيحية تحفز التفكير، أو تمارين رياضية مشجعة، أو مقاطع صوتية عصرية لجذب انتباهك، وقد تُظهر بعض الحسابات لمحات عابرة من ملف تعريف المؤثر؛ لكن جميعهم يخفون هوياتهم قدر الإمكان بما فيها وجوههم الحقيقية، فالأمر كله يتعلق بالعلامة التجارية والسماح للمحتوى بالتحدث.
هذا النمط يزدهر في انستغرام، فرغم صعوبة التواصل مع شخصية وبناء الثقة فيها دون التفاعل وجهاً لوجه عبر الشاشة، إلا أن الجهد الإضافي لإيجاد طرق أخرى للتواصل، مثل استخدام الفكاهة أو سرد القصص أو لمحات خلف الكواليس تساعد على ذلك. هذا يُثير استفهامان: لماذا يخفون وجوههم وهوياتهم؟ وكيف نعرف أنهم ليسوا محتالين، وهل نثق بهم؟
يُزعم أنهم يخفون وجوههم لتوفير الوقت، إذ إن التسويق بدون ظهور يتطلب استثمارًا أقل للوقت مقارنة بإنشاء محتوى يضم شخصية مالك العلامة التجارية أو المتحدث باسمها باستمرار، وهذا يسمح لأصحاب المشاريع بالتركيز على مجالات أخرى من أعمالهم، فبدلاً من التركيز على شخصية المؤثر يتم إنشاء محتوى فيديو واستراتيجيات تسويق رقمية تركز على الرسالة، ويمكن للأفراد كسب المال من خلال حقوق إعادة البيع، وإيرادات الدخل، وفرص الدخل السلبي أي دخل بلا جهد.
كما أن من فوائد المؤثرين بلا وجه تقليص التكلفة، فيمكن أن يكون التسويق بدون وجه أكثر فعالية من تكاليف الحملات التقليدية التي يقودها المشاهير، لأنه لا يتطلب الرسوم المرتفعة المرتبطة بشراكات المؤثرين أو تأييد المشاهير.. كذلك تعمل الشراكة مع منشئ بدون وجه على إزالة المخاطر المحتملة للحياة الشخصية للمؤثر أو أفعاله السابقة التي تؤثر سلبًا على صورة العلامة التجارية، مما يضمن بيئة تسويقية أكثر أمانًا وأكثر تحكمًا للعلامات التجارية.
هل يمكن الوثوق بالمؤثرين المجهولين؟ العديد منهم نظاميون أو شركات، اختاروا إخفاء هويتهم لأسباب مختلفة أهمها ما ذُكر، لكن مع ذلك يظلون لغزاً يجعل بعض شخصياتها مثارا للشبهة بأنهم يحاولون خداعنا، لكنهم يقولون أن هذا ينطبق على أي ركن من أركان الإنترنت هذه الأيام، والحذر واجب من جميعها. أكثر ما يثير الشبهة هو الوعود المعسولة بالأرباح أو بمخططات التسويق المتعدد المستويات والمسوقين الذين يزعمون أنه يمكنك البدء في بيع المنتجات الرقمية بحقوق إعادة البيع الرئيسية لتوليد أموال إضافية؛ فهل في ذلك محاولة احتيال؟ يقول المختصون: لا تنخدع بوعود الصيغ السحرية أو النجاح بين عشية وضحاها، لكن انتظر وتابع ولاحظ مدى استدامه نمو المتابعين وجودة المحتوى.
كما ينصح المختصون بالتركيز على مستوى الشفافية، إذ يمكن أن يكون هناك شيء مريب في الحسابات المجهولة عند الافتقار التام إلى الشفافية، فمن هو العقل المدبر وراء القناع؟ هل لديهم خبرة فيما يعلمونه؟ يمكن أن تجعل هذه السرية من الصعب الوثوق بنصائحهم أو شرعية نجاحهم؛ فعند النظر في نصائح التسويق المجهولة، ابحث عن المبدعين الذين يتحدثون بصراحة عن تجربتهم ونتائجهم؛ ومع ذلك، فإن مخططات «الثراء السريع» ووعود النمو غير الواقعية تشكل علامة حمراء كبيرة ينبغي الانتباه لها.
وأخيراً، يذكر المختصون أن التسويق بدون وجه يشير بشكل أساسي إلى مفهوم مشاركة المحتوى والترويج لعملك وحتى عرض أسلوب حياتك دون الحاجة إلى إظهار وجهك سواء كنت خجولاً أمام الكاميرا أو كنت تريد التركيز على تخصص معين أو لأي سبب آخر كتوفير الوقت والجهد، ويزعمون أنه مع القليل من الوقت والإبداع والمثابرة، يمكن أن يصبح حسابك على انستجرام الذي لا يظهر فيه أي وجه منصة مزدهرة تلقى صدى لدى المتابعين..
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 319
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 345
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 522
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...