
على العهد.. إلى الأبد - اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
الحمد لله ربِّ العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، إذ جعل مواسم الخير تترى في بلادنا الطيبة المباركة العزيزة الغالية، التي ليس مثلها في الدنيا وطن؛ فمن ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين، سيدي الوالد المكرم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى (يوم التأسيس) ثم (يوم العلم) فالذكرى الثامنة لبيعة أخي العزيز الغالي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، ولي العهد القوي بالله الأمين، التي تزامنت هذا العام مع حلول عيد الفطر السعيد.
والحقيقة الحديث عن ولي عهد بلادنا القوي بالله الأمين ذو شجون كما يقولون؛ فعلى المستوى الشخصي، تجده رجلاً طيباً جواداً كريماً، حييّاً متواضعاً بشوشاً، صاحب نيَّة طيبة وخلق كريم، يحترم الكبير ويوقر الصغير، لا تعرف نفسه الطيبة الكريمة الطموحة، أمراض العصر من حقد وحسد وغل، وبغض وكراهية، وخبث وغدر وخيانة وشماتة وغيرها من تلك الأمراض النَّتنة، التي تصيب ضعاف النفوس، ولا تعرف سبيلاً إلى القادة الكبار العظماء أصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية التي تناطح السحاب، الذين يتمنون الخير لغيرهم مثلما يتمنونه لبلدانهم ولشعوبهم، كما هو ديدن ولي عهدنا القوي بالله الأمين دوماً.
والحقيقة، يصعب كثيراً وصف الصفات القيادية المدهشة التي اتصف بها أخي ولي العهد القوي بالله الأمين، على المستويين الشخصي والقيادي، ولهذا آثرت الانتقال مباشرة لإبراز أهم إنجازات سموه الكريم القيادية التي حققها لشعبه ولبلاده، تنفيذاً لتوجيهات قائد ركبنا، والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فقد حمل الرجل الثابت الراسخ، رسوخ طويق على كاهله، مصير الأمة ومستقبلها المشرق، فكان خير معين ونعم السند لقائد مسيرة خيرنا الظافرة. ولا غرو في هذا، فقد شبَّ الرجل وهو يقتفي أثر والده قائدنا إلى الخيرات اليوم، وأثر جده المؤسس.
فسموه الكريم إذاً شخصية استثنائية في تاريخ بلادنا المشرق المجيد، إذ قاد مسيرة تحولات فريدة في المجالات كلها، أبرزها رؤيتنا (2030) الطموحة الذكية، التي هندسها سموه الكريم، التي تُعَدُّ خارطة طريق طموحة لتحقيق مستقبل أكثر تنوعاً وازدهاراً، قائماً على الابتكار والإبداع والاستدامة.
والحقيقة حقق الرجل إنجازات مدهشة لشعبه ولبلاده، أوجز فيما يلي بعض أهمها، لأن ما حققه، يعجز اللسان عن وصفه، وتضيق عنه الصفحات:
التفكير خارج الصندوق، الذي أحسب أنه يشكل أهم صفات سموه الكريم القيادية، ولهذا نجده قد اهتم كثيراً بالابتكار والإبداع، وعمل جاهداً على توطين التقنية التي تُعَدُّ أهم أساس للنهضة والتنمية، لاسيَّما مشروع الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي الذي يلعب دوراً مهماً في تحقيق المدن الذكية، إضافة إلى التحول الرقمي، إذ أصبحت بلادنا اليوم إحدى أهم الدول الرائدة فيه.
اعتماد سياسة خارجية متزنة، عززت مركز بلادنا في صياغة أهم القرارات العالمية، كما جعلها وسيطاً نزيهاً مقبولاً، تسعى حتى القوى العظمى في العالم للاحتكام إليه، كما حدث مؤخراً من اجتماع الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين في عاصمة عبد العزيز برعاية القيادة السعودية، سعياً لإنهاء النزاع الروسي - الأوكراني.
وأذكر بهذه المناسبة، أن الرجل الثاني في الجيش السوداني، وأظن أن اسمه الفريق ياسر العطا، إن لم تخن الذاكرة، قد أشاد بذكاء ولي عهدنا القوي بالله الأمين، وسلامة نيَّته، ووفائه لشعبه ولبلاده، وحبِّه للخير للناس أجمعين، مذكِّراً الناس بأيادي سموه الكريم البيضاء التي تساعد الآخرين في نهضة بلدانهم وتنميتها، تأكيداً لما أثبته في المقدمة من صفة الخيرية التي هي متأصلة في نفس سموه الكريم، على النقيض تماماً من أولئك الذين يبذلون كل جهد ممكن في وضع العصا في عجلة الآخرين.
محاربة الفساد وترسيخ الشفافية التي أصبحت مبدأً أساسياً في حياة السعوديين وثقافتهم وسلوكهم، حتى على المستوى الشخصي، إذ أصبح الفرد السعودي يتمسك بحقه، وفي الوقت نفسه لا يمد يده أبداً لحق غيره، وأهم من هذا كله: ترسخت اليوم حصانة متينة للمال العام ضد الهدر والعبث به بأي شكل كان. والنتيجة: تمتع اقتصادنا بثقة كبيرة، دفعت أعداداً كبيرة من المستثمرين الأجانب للتزاحم لإيجاد فرص للاستثمار في بلادنا.
التحول الاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل، إذ كان لبرامج التحول الوطني التي اشتملت عليها الرؤية، دوراً كبيراً في التحول من الاقتصاد الريعي، الذي كان يعتمد أساساً على النفط سلعة أساسية وحيدة للدخل القومي، إلى موارد أخرى ترفد الاقتصاد، كدعم القطاع الخاص، وتنشيط السياحة، واعتماد مشروعات المدن الذكية كنيوم والقدية والعلا وذا لاين ومشروع البحر الأحمر وغيرها.
تسخير طاقة المجتمع كلها للمشاركة في تنمية البلاد وتطويرها من خلال تمكين المرأة التي كانت تمثل نصف طاقة المجتمع، التي تم تعطيلها عن المشاركة في مسيرة تنمية البلاد لعقود عديدة. فتسنَّمت اليوم مناصب قيادية رفيعة مهمة في القطاعين العام والخاص على حدٍّ سواء، ليس هذا فحسب، بل إن بعضهن أبدع حتى بزَّ رصفاءه من الرجال، فكان رهان ولي عهدنا القوي بالله الأمين في مكانه، كعادته دوماً، إذ لم يُؤْثَر عنه أنه راهن على جواد خاسر أبداً، شأنه شأن والده القائد وجده المؤسس.
تطوير منطقة الحرمين الشريفين، والاهتمام بالمشاعر المقدسة، مما شجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للتوافد إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة زرافات ووحداناً من كل فجٍّ عميق، مكبرين ومهللين وملبين، وهم يحظون برعاية (7 نجوم) في بلاد الحرمين الشريفين، تؤمِّن لهم المأكل والمشرب والمسكن والنقل والرعاية الطبية، وأهم من هذا كله: الأمن والأمان على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، لدرجة أنه لأول مرة تقريباً في تاريخ السعودية، يحدث شبه توقف تام للطواف حول الكعبة المشرفة من شدة الزحام في عمرة رمضان لعامنا هذا، ولعمري هذا دليل نجاح منقطع النظير بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ المنعم الوهاب.
إضافة إلى تعزيز دور السعودية العالمي، لاسيَّما في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم، لتصبح بلادنا إحدى أهم الدول التي تعنى بقضايا المناخ والطاقة النظيفة في العالم، فيما يجاهد غيرها من الدول لسد جوع مواطنيها.
هذا قيض من فيض من جهد ولي عهدنا القوي بالله الأمين لنا ولبلادنا وللعالم أجمع، الذي أسهم كثيراً في ترسيخ دور بلادنا مركزاً عالمياً في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها من مختلف المجالات. فهو إذاً ليس مجرد زعيم سياسي، بل قائد استثنائي، صاحب رؤية طموحة ذكية، وعزيمة لا تلين، أشبه ما تكون في ثباتها ورسوخها بطويق، الذي يُشَبِّه به سموه الكريم دوماً صمود السعوديين وعزيمتهم الراسخة. ولمن لا يعرف طويق، ليأتي معنا هنا ليتعرف عليه بلسان أخي الشاعر الكبير الراحل البدر، الذي إن غاب، سيظل (مهندس الكلمة) باقٍ في وجداننا إلى الأبد، إذ يقول عليه رحمة الله، في رائعته بعنوان (يا طويق) التي يناجيه فيها:
يا طويق، كل الجبال تطيح
من العين، وأنت الذي تكبر
***
يكفي محمد فخر الإحسان
يبني البنا وغيره يعدَّه
باكر يعم الوطن هتَّان
تبوك، شرق العلا، جدة
يا شيخنا يهتف الوجدان
وهذا الجبل صوتنا يردَّه
الله، ثم الملك سلمان
في اليسر، وفي ساعة الشدَّة
وكل عام قيادتنا بخير، وبلادنا في أمن وأمان واطمئنان وسلام واستقرار، وشعبنا كله في دعة ورغد من العيش.. وبيعتنا لقادتنا الكرام في أعناقنا إلى الأبد.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 368
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 478
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 318
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 366
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 344
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 521
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...