الأحد, تشرين2/نوفمبر 16, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

لا يجوز ولا يصح، ومن العيب، والظلم أن يستمر القتال في السودان، فتُدمَّر البلاد، ويُقتل الناس، ويغيب الأمن، ويظل العناد بين طرفي النزاع سيد الموقف، وهناك من الخارج من ينفخ النار المشتعلة حتى لا تنطفئ قبل أن تتحول إلى رماد، وإلى خسائر لا حيلة أمام السودان والسودانيين لمعالجتها، أو إيجاد حلول لها.

* *

إنها مأساة حقاً أن تكون هناك حكومتان، ومناطق نفوذ لكل من الحكومتين، وأن يكون الحوار والتفاهم والبحث عن حلول للأزمة غائباً، بينما يحضر السلاح بأنواعه، ويتم استخدامه علي وعلى إخواني، لا علي وعلى أعدائي، وكلاهما مرفوض، وكلاهما ما كان يجب أن يكونا مطروحين.

* *

لا توجد مؤشرات، أو إشارات، أو نوايا طيبة لإيقاف القتال العبثي بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، ولا توجد أساساً تلك الأسباب المبررة لافتعال هذه الحرب، والإصرار على استمرارها، واتهام كل طرف للطرف الآخر على أنه يقتل الناس، ويدمّر البلاد، ويقود بهذه الحرب إلى ما يعزّز تقسيم البلاد إلى أكثر من دولة.

* *

كانت المملكة سعت لإيقاف هذه المؤامرة على وحدة السودان، وجمعت الطرفين في جدة، ووضعت أمامهم الفرصة لخارطة طريق تُنهي الحرب منذ أيامها الأولى، وخرج الجميع باتفاق على وضع حد للحرب، وعلى معالجة نقاط الخلاف بالحوار، والتفاهم، والقبول بوساطة المملكة.

* *

لكن ما إن انفض الاجتماع، وغادر كلٌّ إلى سبيله، حتى كان التراجع عمّا تم الاتفاق عليه، واللجوء إلى العنف، ولدى كل طرف حساباته بأنه سوف ينتصر في هذه المعركة، بما لا حاجة إلى مثل هذا الاتفاق، وخفي عليهم أن الحروب تبدأ بشرارة، ثم ما تلبث أن تكون ممتدة إلى كل شيء في السودان.

* *

حتى الوساطات اختفت، بعد زيادة الاحتقان، والخسائر، وعدم القبول بما يُنهي هذا الصراع الدامي، ويئس الخيِّرون من عدم تجاوب الطرفين مع أي مبادرة تنشد إحلال السلام، ووقف نزيف الدم، والحد من تصاعد الخسائر في كلا الجانبين، بما يرشح السودان في المستقبل إن استمر القتال إلى ما هو أسوأ.

* *

ومع كل هذا، فإن الفرصة لا تزال متاحة، للانتقال من هذا الجو المظلم، إلى ما ينير العقول والقلوب، فتتراجع الحرب، وتهدأ النفوس، ويعود الجميع إلى الوعي والحكمة والتعامل العاقل، فيعود السودانيون الطيبون إلى ما كانوا عليه من وئام وتآلف ومحبة.

* *

عهدنا بالسودان التسامح، والأخوة، والتباري في تقديم التنازلات، للمحافظة على وحدة بلادهم، وأمنها، واستقرارها، فلعلها تعود إلى سابق عهدها ومجدها، والتزامها بحكومة واحدة، وجيش واحد، وشعب واحد، فتلكن هكذا كما كانت، وكما عهدناها.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...