الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

رقية سليمان الهويريني

على الرغم من أن الحكومة عالجت ظاهرة التسول المقيتة بقرارات تشمل عقوبات مغلظة على المتسولين، سواء مواطنين أو مقيمين تصل إلى السجن ستة أشهر وغرامة 50 ألف ريال، وأسندت أمر القبض للشرطة لأنه يدخل في باب حفظ الأمن، ووقف الاتجار بالبشر وأشركت المواطن للتبليغ عن المتسولين؛ إلا أن هذه الظاهرة بدأت تعود من خلال عصابات إجرامية تستغل الأطفال والنساء من جنسيات عربية محددة تعاني بلدانها من انعدام الأمن!

للتسول وجوهٌ متعددة منها ظاهرة أطفال الشوارع التي انتشرت في المملكة، من خلال ممارسة بعضهم البيع العشوائي الذي يغلب عليه التسول والشحاذة عند الإشارات الضوئية وأمام المتاجر والمساجد. وتعتمد عادة على الوافدين من بعض دول الجوار، حيث يتم استغلالهم لبيع السلع البسيطة ومن ثم يتطور الوضع للتسول.

للتسول وجهٌ اجتماعي كالح حيث يعد تشويهاً لواجهة المجتمع، كما أن له أوجهاً مؤلمة ينتج عنها اضطرابات نفسية وخوف وانعدام الثقة بالآخرين، مما يجعل المتسول انفعالياً عدوانياً عنيداً، وتبهت لديه المبادئ ويتخلى عن القيم ويضعف لديه الانتماء فيفقد هويته، فيشعر بالظلم والتشتت العاطفي وهدر الكرامة والرغبة بالخروج على المجتمع وإثارة البلبلة والفوضى فيه.

ما يثير القلق هو تحول هذه الظاهرة التي برزت في مجتمعنا السعودي إلى حالة من تسكُّع الأطفال والنساء وتشردهم واستغلالهم في بيع الممنوعات وترويج المخدرات. وتسخير هؤلاء للتسول هو أحد أشكال العنف سواء كان بهروبهم من حضن الأسرة بسبب انعدام التوافق النفسي والاجتماعي، أو ما يعانيه بعضهم من تعرض للضرب والحرق والتعذيب والحرمان من الغذاء بهدف دفعهم للتسول؛ فيكون ضحية للتحرش أو الاعتداء الجنسي أو يتعرض للإدمان أو الانخراط في الجريمة!

وبما أننا مقبلون على شهر رمضان فإن هذه الظاهرة قد تتنامي وتزداد كونه أحد مواسم الخير والبذل والعطاء، وينتهزها المتسولون فينشطون بلا حياء ولا كرامة! والمؤلم استخدام واستغلال الأطفال للاستجداء والاستعطاف!

محاربة هذه الظاهرة خطوة نحو جودة الحياة التي تسعى لها الحكومة، حيث يتم توجيه المتسولين لطرق الكسب السليمة وصون كرامتهم والمحافظة على وجه الطفولة وبراءتها من العبث، وملاحقة العصابات ومعاقبتها، وتوعية المجتمع بعدم إعطاء المتسولين المال لأنهم يساهمون بهدر كرامتهم؛ بينما يذهب المال للعصابات المنظمة!

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...