الإثنين, حزيران/يونيو 16, 2025

All the News That's Fit to Print

أ.د.عبدالرزاق الصاعدي

قال الصغاني في الشوارد (ص 356 تحقيق عدنان الدوري): «اجْرَأَشّتِ الإبل: سمنت وامتلأتْ بطونها، فهي مُجْرَأَشَّةٌ بفتحِ الهمزة. وإِنما أدخل هذه الّلفظةَ في الشوارِد انفتاحُ همزة مُجْرَأَشَّة، لا مَتْنُها. قال ابن خالويه: وجدت هذه الّلفظة بعد سبعين سنة. قال الصّغانيّ مؤلف هذا الكتاب (يعني الشوارد): وأنا وجدتُ هذه الّلفظة بعد سبعين سَنةً».

قلت: ودوّنها الفيروزي صاحب القاموس، وكذلك فعل الزبيدي صاحب التاج، ونقل نصّ الصغاني فيها كاملا. فهي بهذا ليست من الفوائت؛ لأنهم رصدوها في معاجمهم المتأخرة. وإنما أوردتها هنا لتقف على عناية علمائنا بتتبع الألفاظ وصبرهم على التنقيب والتفتيش، وفرحهم عند الظفر، وقد وجدت لذّة ذلك في مجمع اللغة الافتراضي عند تتبع (الفوائت الظنية) لدى المنبعيين في بلادنا السعودية.

1/ توحّى: ادّعى أنه يوحى إليه:

روى ابن جرير الطبري في تاريخه (3/ 242 ت محمد أبو الفضل إبراهيم) بسنده عن عروة بن الزبير عن أبيه، أنه قال: «لما مات رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وفَصل أسامة ارتدّت العرب عوامَّ أو خواصَّ؛ وتوَحَّى ‌مسيلمة، ‌وطُليحة، فاستغلظ أمرهما».

قلت: كأنه من التّلبّس بمسمّى ما اشتقّ منه هذا المعنى، فالوحي استماع لصوت خفي أو مسموع، وتوحّى مشتق منه، على قياس تنبّأ، من النَّبَأ؛ أي: صار كأنّه يوحي إليه ادعاء. ويرد هذا الفعل في لهجتنا اليوم، لكن باختلاف يسير في معناه، فنقول: فلان تَوَحّى لفلانٍ أي استمع له مصغيا، وفلان يتوحَّى كلامهم خلسة؛ أي: يستمع إليه. وهذا المعنى لم يرد في المعاجم، فليستدرك.

2/ الْتَطَسَ يَلْتَطِسُ:

الفعل التطس على وزن افتعل، من مادة (لطس) لم أجده في المعاجم بهذه الصيغة، وجاء هذا الفعل في شعر عديّ بن زيد بن الرقاع العاملي (ت نحو 95هـ) (ينظر ديوانه 102 برواية ثعلب تحقيق نوري القيسي وحاتم الضامن) قال:

وتسوقُ رجلاها تَواليَ خَلْقِها

طردًا وتَلْتَطِسُ الحَصَى بعُجاها

قال ثعلب في شرحه: «اللطس: دَقُّ الحجارة، يقال: خُفٌّ مُلْطِس وميسم، يلطس الحجارة ويسمها؛ أي: يدقّها، والملطاس: معول تكسر به الحجارة». قلت: وتلتطس تفتعل، من اللطس، لم يرد في المعاجم، وهذا شاهده، فليستدرك.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...