
قصة التحرك من الفقر إلى الغنى! - د.زيد محمد الرماني
د.زيد محمد الرماني
إن قصة التحرك من الفقر إلى الغنى تقدِّم مقداراً كافياً من الأحاجي، والمفاجآت، والعروض، والانتصارات والمآسي التي تجعلها جديرة بأن تُسرد من جديد لذاتها.
جاء في كتاب (الغرب وأسباب ثرائه): إن الدراسة الواعية لتاريخ البشرية، والحكم على حياة أسلافنا الاقتصادية طبقاً للمعايير الحديثة، تكاد تكون قصة بؤس قاسٍ. لم يقدم المجتمع الإنساني النموذجي حياة رحيمة إلا لعدد قليل من الناس، في حين أن الغالبية العظمي عاشت في فساد سحيق. إن رقة الأدب، والشعر، وقصص البطولة والأسطورة التي تمجد أولئك الذين عاشوا حياة طيبة في حين أنها تغفل أولئك الذين عاشوا في سكون الفقر، تسوقنا إلى أن ننسى البؤس الذي سيطر على الأزمة الغابرة. فقد حولت عصور التعاسة إلى أسطورة، وقد تعيد ذكراها إلى الأذهان عصوراً ذهبية متسمة بالبساطة الرعوية. وهي ليست كذلك.
والانتقال من الفقر إلى الغنى يعنى من الناحية الاجتماعية، تقدم الرفاهية المادية الذي لا تتضمنه بصورة كافية إحصاءات إجمالي الناتج الوطني، أو الدخل الوطني، أو الأجور الحقيقية.
ومرة أخرى فالانتقال من الفقر إلى الثراء هو ابتعاد عن المجاعة والجوع كما تظهرها إحصاءات نقصان آثار سوء التغذية، والأمراض ذات العلاقة بذلك.
ويقترن الفقر بالأمية، والشعوذة، والجهل والعيش في نطاق حياة ضيقة غاية الضيق. والاقتراب إلى الثراء هو اقتراب من تعلم القراءة والكتابة، والتربية وتجارب منوعة.
وحياة الفقر يكون فيها مجرد البقاء مهمة الحياة الأولى، وتكاد تكون الوحيدة، ويصبح فيها الإسكان مكتظاً بصورة تختفى فيها الخصوصية، وتصبح الخيارات أو البدائل محدودة للغاية، والاقتراب من الثراء خطوة نحو التهيؤ لفرص أكبر للاستمتاع بالخصوصية والاختيار الفردي.
وهناك أسباب عديدة تجعل الإحصاءات العادية غير صالحة لأن تظهر حالة الانتقال من الفقر إلى الثراء. ويتطلب تطبيق الإحصاء، بصورة عامة، في حصر الألوف المؤلفة من المنتوجات والخدمات التي يقدمها مجرد اقتصاد عادي بسيط، أن يتم التعبير عنها بوحدات النقد، فالنقود هي المقياس المشترك للكم الاقتصادي، بغض النظر عن تباين المنتوجات والخدمات المراد قياسها.
وتأسيساً على ذلك يتعين أن تبقى وسيلة الإحصاء بلا تغيير ما دام النمو الاقتصادي يعني المزيد من إنتاج السلع والخدمات نفسها ويحمل بين طياته عوامل التغيير في أسلوب حياة المجتمع كله، وإجراء تعديل جذري في السلع والخدمات التي ينتجها ويستهلكها هذا المجتمع،
وحتى مع بداية التوسع الاقتصادي، دخلت تعديلات على ما يستهلكه الناس، وما يؤدونه من أعمال وكذلك في أسلوب ومنهج الحياة كلها.
وهناك مشكلة إحصائية أكثر تطرفاً تثور نتيجة لحقيقة مفادها أن ما يؤديه القطاع الأسري من عمل لا تقدر له قيمة نقدية ما لم ينتج سلعة ملموسة (مثل منتوجات المزرعة). ومن ثم فإن إحصاءات القرن الماضي لا تعتبر إجمالي ما يُدفع للمرأة مقابل عملها زيادة في إجمالي الناتج الوطني إلا عندما تنتقل من القطاع الأسري، برغم أن بعضهم يرى ذلك تدهوراً في كيف الحياة.
وثمة صعوبة أخرى تثور في مجال الإحصاءات الشاملة: هناك سلع، وخدمات اقتصادية تصبح لها قيمة نقدية بأسعار تحددها الصفقات التي تعقد في السوق. غير أن سلعاً وخدمات أخرى يضفى عليها القيمة النقدية التعليمات والأوامر. وليس هناك من سبب يدعو لأن يتوقع المرء أن تترتب على الطريقتين إضافات متساوية للرفاهية المادية، نتيجة لما يسهم به كلا النوعين من الصفقات.
آراء الكتاب
-
الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ
- 371
- 2016-02-09 17:29:26
محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...
-
حراسة الرمز - سعد الدوسري
- 481
- 2016-02-09 17:29:27
سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...
-
الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض
- 322
- 2016-02-09 17:29:30
د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...
-
بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد
- 368
- 2016-02-09 17:29:32
يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...
-
دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي
- 347
- 2016-02-09 17:29:35
ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...
-
التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد
- 524
- 2016-02-09 17:32:18
لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...