الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن عبدالرحمن الذييب

أخطر مرحلة يمر بها الإنسان هي مرحلة منتصف العمر، ففي هذه المرحلة غالباً يبدأ الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة بالتأمل في حياته الماضية، منتظراً المقابل أو المكافأة لما بذله من شريكه أو المجتمع المحيط به عاجلاً غير آجل، متناسياً أن المقابل في الآخرة وليس في الحياة الدنيا، فالدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء.

شخصية «إيلا» في «قواعد العشق الأربعون» مثال لذلك، فهي عاشت امرأة كما يُراد لها أن تكون أو بمعنى أدق كما يريد لها المجتمع أن تكون، أخذت معايير المجتمع وفصّلت نفسها لتكون ملائمة لهذه المعايير، معتقدة أنها إذا لبست معايير المجتمع ستجد المقابل من شريكها، ولكن عندما خذلها الشريك اتخذت طريقاً آخر حتى وجدت رجلاً يشبع غرور أذنيها، فالمرأة في هذه المرحلة بالذات ترغب من يشبع أذنها والرجل يريد من يشبع عينيه!.

امرأة الأربعين، ورجل الأربعين، كلاهما يبحث عن الجائزة عن المقابل لقاء حياته الماضية، كلاهما يعتقد أنه قدّم الكثير فيريد التقدير، أياً كان شكل هذا التقدير، وهذه المرحلة أظنها أخطر من المراهقة، فعند أي خطوة في سن المراهقة أو مغامرة عاطفية شرعية كانت أم غير شرعية، تعزي نفسك بأن القادم أجمل ـ وهذا ليس تبريراً للأخطاء فالخطأ خطأ والمعصية معصية، ولكن تحليل لوضع فقط ـ أما في سن الأربعين فأنت مقيد بقيد الأربعين وما بعدها. الإشكالية أن البعض ينظر إلى الماضي، وما فعله من خير، أو هكذا يظن، ويقارنه بالمقابل الحالي في حياته، ويعتقد أن الحياة لم تنصفه، وأن الحاضر لم يكن كما رسمه لنفسه، فيذهب إلى خيارات ومغامرات غير مسبوقة.

لذلك لا ترفع سقف الطموح، وتتوقع المقابل الذي تستحقه، فالحياة لم توجد للإنصاف، فأحياناً نفعل كل شيء ولكن ما يقُدّر شيء مختلف، بل إن ما قُدّر قد يكون أفضل مما كنت تتمنى أو تتوقع، والأهم من ذلك، من قال لك إن ما فعلته في حياتك الماضية يستحق التقدير، فظنك عن نفسك ليس ملزماً أن يكون صحيحاً، فربما كان هذا حقك الطبيعي.

لا ترفع سقف الطموح واعلم أن الحياة ليست إلا «دقائق وثواني» كما قال شوقي، وأن هذه الحياة مهما عمّرنا فيها بأفراحها وأحزانها، جميلها وقبيحها، انتصاراتها وانكساراتها ليست إلا «يوماً أو بعض يوم».

أخيراً...

عش حياتك كما تشاء، وافعل ما تشاء، ففي النهاية لا شيء يستمر، ولا شيء يستحق البكاء عليه.

ما بعد أخيراً...

لا ترفع سقف الطموح وتنتظر المقابل من أحد، ولكن ارفع السقف، وانتظره من الحي الذي لا يموت.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...