السبت, أيار 17, 2025

All the News That's Fit to Print

د.شريف بن محمد الأتربي

في الثالث عشر من شهر مايو عام 2025 حظيت المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية للرئيس الأمريكي رونالد ترامب، وهي الزيارة الأولى له في ولايته الثانية، والمتابع لهذه الزيارة يلاحظ كم الحفاوة والاحترام المتبادل بين الطرفين، ومدى سعادة كل منهما بهذه الزيارة التي تأتي في وقت تشتد فيه النزاعات في كافة أنحاء العالم؛ وإن كان العالم العربي يحتوي الكم الأكبر منها، لذا فإن هذه الزيارة من وجهة نظري ستكون بمثابة تأريخ جديد للعالم، وأيضا تأريخ جديد للعلاقات السعودية الأمريكية، والخليجية أيضا.

لعل ما لفت نظر العالم أجمع في كلمة الرئيس الأمريكي توجيه سؤال لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن متى ينام حتى ينجز كل هذه المشاريع -ما شاء الله-، إن هذه اللفتة الرقيقة من رئيس أكبر بلد في العالم يزور المملكة بعد مرور ثمان سنوات على زيارته الأولى ويقول هذه الكلمات أمام العالم أجمع لهي شهادة نجاح لرؤية المملكة 2030 التي يحملها أبو سلمان على عاتقه، ويسابق الزمن لتحقيقها، وما كان حلم قبل 8 سنوات صار واقعا الآن يشاهده العالم أجمع عبر مئات المحطات الفضائية والإذاعية والتلفزيونية شاهدا عيانا على أننا نسير على الطريق الصحيح ووفق الخطة الموضوعة والخطوات المحددة لها.

إن زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية تعكس مدى رؤية العالم أجمع لها، فهي عظيمة منذ وجدت وستظل عظيمة بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها ما دام هناك من يعمل على رفعة شأنها وتحقيق أحلام وطموحات شعبها الأبي الكريم، الذي يعشق وطنه وقادته عشقا لا حد ولا وصف له سوى أنه عشق أبدي.

زيارة ترامب لم تكن ذات فائدة باتجاه واحد، بل هناك فوائد عدة تحققت لكلا الطرفين، فمن جانب السعودية، ومن خلال زيارة واحدة تمتد لعدة ساعات، شاهد العالم أجمع حجم الإنجازات والتغييرات التي طرأت على المجتمع السعودي، وكيف كان الحلم، وكيف أصبح واقعا، حتى في اختيار الحضور من الجانب السعودي، لم يكن هذا الحضور عشوائيا بل تم اختياره بعناية ليعبر عن الشعب السعودي أفضل تعبير، سواء من مسؤولين حاليين، أو سابقين، وإعلاميين وأعضاء مجلس الشورى وغيرهم، كان لحضورهم تأثيراً إيجابياً ومباشراً في مسار الاحتفاء بالضيوف.

لقد كانت السعودية ولازالت ولله الحمد تعمل على تحقيق التوازن في سياستها الخارجية، فهي الملاذ الآمن لحل أغلب القضايا الإقليمية والدولية، ودعم الاستقرار ليس في منطقتها فقط؛ ولكن في كافة ربوع العالم، وأيضا دعمها الإنساني لكافة المتضررين جراء عدم استقرار أوطانهم.

إن زيارة الرئيس الأمريكي للرياض وإعلانه عن توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة التي تصب في مصلحة الشريكين وتعظم الدور الذي يلعبانه على مستوى كافة القضايا وخاصة الاقتصاد العالمي؛ لتظهر للعالم أجمع مدى قوة ومتانة اقتصاد المملكة ولله الحمد، وأن العالم أجمع ينتظر مخرجات هذه الزيارة، فتوقيع اتفاقيات تجارية وعسكرية بقيمة تتجاوز 350 مليار دولار، والاتفاق على وصول حجم الاستثمارات إلى تريلون دولار خلال الفترة قادمة هي رسالة للجميع أن السعودية العظيمة هي المدخل الآمن للجميع بما تقوم به من توازنات في علاقاتها مع جميع دول العالم صغيرها قبل كبيرها.

لقد جسدت زيارة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب للسعودية العديد من أوجه العظمة التي تتمتع بها المملكة، سواء من ناحية موقعها الاستراتيجي في العالم الإسلامي، إلى جانب قوتها الاقتصادية، وشراكاتها الدولية، والتحديثات الاجتماعية، فالسعودية تعتبر الدولة الرائدة والمؤثرة في كافة المحافل خاصة مع بروز مخرجات رؤية 2030 والتي مهدت الطريق لمستقبل مشرق يعكس طموحات المملكة في أن تكون في الطليعة دائماً وأبداً.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...