الأربعاء, حزيران/يونيو 18, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب يتجه إلى الطلاق مع الدول الأوروبية، وإنهاء التنسيق والتشاور معها، والتعامل معها على نحو مختلف مقارنة مع ما كان قائماً من علاقات بين أمريكا ودول أوروبا، وأن عليها -وفق رؤية ترامب- أن تعتمد على نفسها لا على الحماية الأمريكية.

* *

ولم تكن سياسة ترامب في الحرب الروسية الأوكرانية، وتجنيب الدول الأوروبية من أي دور أو تنسيق في إيقاف القتال هي أول إجراء في هذا التوجه الجديد، وإنما سبقها رفع الرسوم الجمركية من طرف واحد، دون النظر إلى أضراره بدول أوروبا، والتصريحات المثيرة التي يطلقها الرئيس ترامب ويتأذى منها قادة الدول الأوروبية.

* *

الرئيس ترامب يقود سياسة دفعت بدول أوروبية إلى التنادي للاجتماع والتنسيق على مواجهة المتغيِّرات في السياسة الأمريكية، بما لا يجعل هذه الدول في حالة خطر بانسحاب أمريكا من التعاون الذي ظل قائماً على مدى عقود، وهو الآن يهتز، ويتجه إلى إفشال وإنهاء ما كان يمثِّل مصدر قوة أمام أي تهديد من روسيا والصين.

* *

رأي ترامب أن مصلحة أمريكا أولاً، وهو يعتبر أن الدول الأوروبية تشكِّل عبئاً على اقتصاد أمريكا، وأن على واشنطن أن تراجع سياساتها وتعاملاتها مع جميع دول العالم بما فيها الدول الأوروبية، بعد أن وصل إلى قناعة بأن الدول الصديقة تستغل أمريكا، وتستفيد منها دون مكاسب لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

* *

الأزمة الأمريكية الأوروبية لا زالت في بدايتها، وقد تتفاقم الخلافات التي ما زالت كالرماد تحت النار، متى تم اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا مع تغييب أوروبا من أي مشاركة في صناعة هذا الاتفاق، ومتى جاءت بنوده لا تلبي مصالح دول القارة الأوروبية التي شاركت في دعم المجهود الحربي الأوكراني في هذه الحرب.

* *

الرئيس ترامب، لا يتفق مع السياسات الأوروبية بشأن أوكرانيا، ويرى أن على الرئيس الأوكراني أن يقبل بأقل مما يطالب به لإقناع روسيا بإيقاف الحرب، وإن لم يفعل فإن التوسع في احتلال الروس للأراضي الأوكرانية سوف يستمر، ولا توجد - برأي الرئيس الأمريكي- أية فرصة أمام أوكرانيا لكسب الحرب، أو المحافظة على ما بقي من أراضيها، خاصة مع توقف أمريكا عن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

* *

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في حالة غليان، واندفاع في مهاجمة خصومه، حتى إن وسائل الإعلام الأمريكية كان لها حصتها من هذا الهجوم بسبب تنديدها بسياسة الرئيس ترامب وحزبه الجمهوري، وكندا ومالطا والمكسيك ودول أوروبا في حالة تشنج أمام تصريحات الرئيس دونالد ترامب وهو لا يتردد في إعلان مواقفه السياسية بشكل يومي دون أن يتأثر بالردود السلبية عليه، بما لم يعتد عليه البيت الأبيض.

* *

ومنطقتنا لها نصيبها من مستجداته، حيث يدعم إسرائيل، ويأخذ موقفاً معادياً لفلسطين، وسلبياً مع الأوضاع المأساوية في بعض الدول العربية، أي أن الحالة الترامبية في حكم أمريكا بدأت وكأنها تكرِّس لمبدأ عدم الاستقرار في العالم، وتشرِّع لاحتلال وضم أراض للغير، دون سند أو حق قانوني.

* *

ولا بد من القول إن تصريحات الرئيس ترامب تبدو أحياناً غير جدية، لتناقضاتها، وغرابتها، وعدم تطابقها مع القوانين والأعراف الدولية، أي أنها تحتاج إلى (فلترة) وإخضاعها للمنطق الصحيح، ومن أن تصريح اليوم يجب ما قبله أحياناً، فنحن أمام دولة أمريكية جديدة لا تشبه أمريكا التي نعرفها وتعودنا عليها.

* *

والرئيس الأمريكي لا يكل ولا يتعب من نعت خصومه بأوصاف واتهامات غير مألوفة، وغير منطقية، ويمكن القول إنه من غير الممكن تطبيق الكثير منها، وعلينا أن ننتظر، ونتأمل، ونؤجل أحكامنا إلى حين نرى أفعال ترامب لا أقواله التي تصيب رأس المتابع بالدوران.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...