الخميس, حزيران/يونيو 19, 2025

All the News That's Fit to Print

خالد بن حمد المالك

لا يبدو أن إسرائيل على استعداد لإيقاف وقف إطلاق النار في غزة، أو الالتزام به، رغم وجود اتفاق بذلك، فعدم احترامها للاتفاقيات سلوك استعماري تميَّزت به حكومة العدو العنصرية، وهي -كما هو ثابت- تلعب بما يحقق أهدافها، دون النظر إلى ما تنص عليه وثائق الاتفاقيات.

* *

وهي في سلوكها في كل شيء، تتعامل على أنها خارج المنظومة الدولية، إذ إنها لا تعترف بالقرارات الدولية، ولا تضع نفسها تحت سلطة ما يصدر من قرارات ملزمة لها، مدعومة في ذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى وإن كان في مواقف إسرائيل مخالفة للقواعد الملزمة عليها.

* *

وجرائمها في قتل المدنيين، والطلب من السكان في قطاع غزة والضفة الغربية إخلاء منازلهم ليتم تدميرها، وتركهم في العراء، لتغيير معالم جنين وغزة، وتمكين جيش العدو من وضع اليد عليها، هو ما نشهده يومياً ينقله لنا إعلام العدو بالصوت والصورة، دون خوف من مساءلة أو محاسبة.

* *

وأمام هذا الخذلان الدولي، والدعم غير المحدود لإسرائيل في جرائمها من الولايات المتحدة الأمريكية، وتشجيعها على قتل الأبرياء، وتهجيرهم من أراضيهم، والزج بالكثير من الأحياء في السجون، مع معاملة وحشية لا مثيل لها في التاريخ، وأحكام أبدية لكل من يعارض الاحتلال.

* *

هذه الصورة المعتمة، بالغة السوء والسواد عن جرائم إسرائيل، لا تقابل بالتنديد والاعتراض، وإنما بالتفاهم مع أمريكا والغرب على إطلاق الجيش الإسرائيلي ليفعل ما يشاء، وكأنه ليس محتلاً لأرض ليست له، وكأن المواطن الفلسطيني لا يدافع عن أرضه وعرضه وماله ضد عدو شرس، وجيش عنصري يتعامل مع المواطنين الفلسطينيين بالحديد والنار.

* *

نعم، ليس لدى الفلسطينيين من الأسلحة العسكرية ما يواجهون بها جيش إسرائيل المزوّد من أمريكا والغرب بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة، وإنما لديهم ما هو أقوى من كل سلاح، وهو التمسك بأراضيهم، والثبات على المطالبة بإصرار بحقوقهم، ورفض استمرار الاحتلال الإسرائيلي مهما كلفهم من أثمان، ومقاومة تهجيرهم من غزة، كما يصر الثنائي ترامب ونتنياهو في مشروعهما بمنع قيام دولة فلسطينية.

* *

وأمام هذا المشهد الحزين، فليس أمام الفلسطينيين من خيار إلا الدفاع عن أراضيهم، وليس أمام العدو الإسرائيلي المرعوب من المقاومة إلا ارتكاب المزيد من الجرائم، وبين هذين الموقفين، سيتأخر قيام الدولة الفلسطينية، وسوف تستمر معاناة الإسرائيليين من الخوف والذعر وعدم الاستقرار.

* *

وعلى الفلسطينيين، سياسيين وإعلاميين الحرص على العلاقة مع إخوانهم العرب، وتجنب تحميلهم ما لا علاقة لهم به، فمثل هذه المواقف لا تخدم القضية الفلسطينية، خاصة في هذا المنعطف الخطير الذي تحاول فيه إسرائيل منع أي أمل لقيام الدولة الفلسطينية، والعمل على تصفيتها بالتهجير، وحرب الإبادة، ومواصلة الحرب، وليس لفلسطين والفلسطينيين غير الدول العربية، لإفشال هذه المؤامرة الكبرى.

آراء الكتاب

  • الدول العربية والديمقراطية والفساد - محمد آل الشيخ

    محمد آل الشيخ أصدرت (منظمة الشفافية العالمية) تقريرها عن معدلات الفساد في كل دول العالم للعام الماضي 2015. الأوربيون كانوا في المقدمة، وفي مقدمتهم (النرويج) وليس في ذلك مفاجأة طبعا، بل سيكون مفاجئا لي لوحصل العكس؛ فأنا أرى أمم الغرب، وبالذات الأوربيون أنزه الأمم وأكثرها شفافية وأمانة وعدالة اجتماعية...

  • حراسة الرمز - سعد الدوسري

    سعد الدوسري الحرص على سلامة المسجد، ليست مقتصرةً على النظافة، بل على كل الجوانب التي من شأنها تعكير صفو الرسالة الأساسية لبيت الله. الكثيرون منا لا يسهمون مطلقاً في خدمة المسجد، وفي نفس الوقت، يريدونه مكاناً مثالياً يحقق رغباتهم وتطلعاتهم. بعضنا يستغله لنشر فكره، حتى وإن كان مخالفاً لأمن واستقرار وطنه، دون أن يجد من...

  • الجانب الأرقى في الحضور العام - د.ثريا العريض

    د.ثريا العريض أكتب من دبي حيث أشارك في الملتقى السنوي «قلب شاعري» مع شعراء من العالم شرقا وغربا. وأتابع عن بعد أحداث مهرجان الجنادرية المميز الذي عايشت تأسيسه منذ ثلاثة عقود.. كما أتابع عن قرب جهود الهيئة العليا للسياحة والتراث عندنا في محاولة بناء صناعة سياحية وبيئة جاذبة و ثقافة عامة تستوعب أهمية التاريخ...

  • بطالة حملة ماجستير ودكتوراه! - يوسف المحيميد

    يوسف المحيميد في يونيو من العام الماضي كتبت عن التقرير الرسمي لوزارة الخدمة المدنية، بأن أكثر من سبعمائة ألف مواطن يرغبون في العمل الحكومي، ومن بينهم 149 من حملة الدكتوراه، وأتذكر أنني تلقيت اتصالا من نائب وزير سابق، حاول أن يفند المعلومة وعدم صحتها رغم أنها صادرة في تقرير رسمي، ومن وزارة مختصة بالتوظيف! كم أشعر...

  • دبي.. قمة الحكومات العالمية..! - ناصر الصِرامي

    ناصر الصِرامي غداً تختتم القمة الحكومية في نسختها العالمية بدبي، والتي أصبحت التجمع الأكبر عالمياً والمتخصص في استشراف حكومات المستقبل بمشاركة أكثر من 125 دولة حول العالم و3000 مشارك و125 متحدثاً وأكثر من 70 جلسة، طبقاً لمنظميها. القمة حدث حقيقي ومؤثر، ارتقت بعد 4 سنوات على خريطة المحافل العالمية، بزخم إعلامي وحكومي...

  • التنوير رافد السياسة - أيمـن الـحـمـاد

    لأن دور المفكرين هو التنوير، ولأن العالم العربي اليوم يعيش لحظة تنشط فيها قوى الظلام وأفكار الشر التي اتشحت بالدم، وتوشحت بأداة القتل والتدمير، كان ولا بد من وقفة مع تلك النخب المؤثرة التي يُناط بها إجلاء العتمة والبحث عن بصيص أو قبس من نور يبددها قبل أن ترخي بسوادها على عالمنا الإسلامي الذي يعرف...