نحن لا نذهب للعالم.. العالم هو من يأتي إلينا! - سلطان بن محمد المالك

سلطان بن محمد المالك

غرد معالي وزير الاعلام الأستاذ سلمان الدوسري من حسابه في منصة X تغريدة رائعة ولافتة قائلاً (نحن لا نذهب للعالم، العالم هو من يأتي إلينا) مستشهداً بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ حيث جاءت بطولة التنس Six Kings Slam التي استضافتها الرياض الأسبوع الماضي مثالا جديدًا على الإبداع السعودي الذي يرسّخ مكانة المملكة كمركز للأحداث العالمية، ومصدرًا للإبهار والإلهام.

استوقفتني التغريدة وشجعتني لكتابة هذا المقال تأكيداً وتأييداً لما ذكره معاليه. فلم تعد المملكة العربية السعودية كما كانت تُرى سابقًا، بلدًا بعيدًا في موقعه، أو منعزلًا في رؤيته. اليوم، أصبحت السعودية نقطة التقاء كبرى للعالم، تجذب الأنظار، وتستقبل الفرص، وتحتضن الأحداث الكبرى في الاقتصاد والاستثمار، والرياضة، والترفيه والثقافة، والابتكار.

نعم، نحن لا نُطارد العالم، بل نُعيد تشكيل موقعنا في قلبه، من استضافة قمم كبرى ومؤتمرات ومعارض عالمية، إلى فتح مقار إقليمية لأهم الشركات العالمية، إلى استقطاب العقول والكفاءات، وتسارع الاستثمارات الدولية نحو أرض الفرص. تحولت الرياض إلى عاصمة قرار اقتصادي عالمي تميزت بموسمها السنوى، وجدة إلى بوابة للثقافة والرياضة، ونيوم إلى حلم تقني يكتبه المستقبل بأيدٍ سعودية، والعلا الى وجهة سياحية تاريخية وغيرها من مدننا الحبيبة. رؤيتنا لم تكن حلمًا بل كانت خطة، وأصبحت واقعًا.

الرسالة اليوم واضحة: نحن في المركز الأهم، ولسنا على الهامش. العالم يرى في السعودية قوة استقرار، ومحورًا تنمويًا، وسوقًا واعدة، ومجتمعًا طموحًا يقوده شبابه نحو التغيير. السعودية باتت قلبًا نابضًا للعالم، ومكانًا يضع الجميع أعينهم عليه.. ليس لأننا نطلب ذلك، بل لأن ما نقوم به يستحق أن يُنظر إليه باهتمام وجدية. السعودية أصبحت محطة عالمية للأحداث فقد استضافت قممًا سياسية كبرى مثل قمة العشرين (G20)، ومؤتمرات الاستثمار والاتصالات وتقنية المعلومات، ومعارض الدفاع، والقمم العربية-الصينية والأفريقية مما وضعها في قلب صناعة القرار العالمي.

وأصبحت الرياض وجهة رئيسية للشركات الكبرى، بعد أن نقل أكثر من 180 شركة عالمية مقراتها الإقليمية إليها. كما وتحتضن المملكة أكبر الفعاليات الترفيهية والرياضية مثل: فورمولا 1، كأس السوبر الإسباني، WWE، وسباقات إكس تريم، وكأس السوبر الإسباني والإيطالي، وبطولات الجولف والملاكمة وغيرها والعديد من الحفلات والمهرجانات العالمية، مثل موسم الرياض الذي يستقطب ملايين الزوار من الداخل والخارج.

بمبادرات رسختها رؤية 2030، تحولت المملكة إلى بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة ببنية تحتية حديثة، وتشريعات محفزة، وتطور رقمي متسارع. مشاريع كبرى مثل *نيوم، ذا لاين، القدية، العلا، الدرعية، البحر الأحمر، روشن*… أصبحت محط أنظار العالم وشركاته الكبرى.

وقد عبّر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في أكثر من مناسبة عن فخره بسرعة الإنجاز وتحقيق العديد من مستهدفات الرؤية، وإعجابه بما تم من نقل المقرات الإقليمية للشركات العالمية، مؤكداً أن السعودية أصبحت الخيار الأول للنجاح في المنطقة.

نحن لا نحتاج أن نذهب بعيدًا، فاليوم.. العالم لا يأتي إلينا لمجرد الزيارة… بل يأتي ليبقى، ويشارك، ويستثمر، ليرى، يتعلم، ويشارك فيما نبنيه هنا.

صدقت معالي الوزير (نحن لا نذهب للعالم.. العالم هو من يأتي إلينا)